رابعا : يجوز فى البدل المفصل من المجمل البدلية والقطع :
وذلك إذا كان
الثانى موفيا الأول ، فتقول : عندى ثلاثة إخوة محمد وأحمد وعلىّ ، استوفى البدل
للمبدل منه فى عدده ، فيجوز فى البدل الرفع على البدلية ، والقطع بالرفع على أنها
أخبار لمبتدآت محذوفة ، أو بالنصب على أنها مفعولات لأفعال محذوفة ، تقديرها :
أعنى ، أو : أذكر فى كل مواضعها.
وتقول : أكرمت
أبنائى الأربعة ؛ شريفا ورفيقا وحاتما وغادة ، بالنصب على البدلية ، أو بتقدير فعل
محذوف ، وبالرفع على تقدير مبتدإ محذوف.
فإن لم يستوف
البدل للمبدل منه وجب القطع ، فتقول : لى خمسة أبناء محمد وشريف ورفيق ، بالنصب
على المفعولية لفعل محذوف ، أو بالرفع على الخبرية لمبتدإ محذوف ، والتقدير : منهم
محمد ، أو أذكر منهم محمدا ، فإن قدرت معطوفات محذوفة جاز البدلية والقطع.
خامسا : البدل والاعتماد عليه فى التركيب :
قد يجىء البدل
فى التركيب معتمدا عليه ، حيث يكون مسندا إليه ، نحو : إنّ محمدا خطّه حسن ، وكان
علىّ خطبته بليغة ، وإن محمودا كرمه محمود ، وكانت فاطمة سلوكها رزين. فكلّ من : (خطه
، وخطبته ، وكرمه ، وسلوكها) معناها أبدال مما قبلها ، لكنه إذا صحّ كون الاسم
بدلا وكونه مبتدأ خبره يصح ما بعده فالرفع على الابتداء أكثر قياسا ، وهو الأكثر
فى كلام العرب.
فى قوله تعالى
: (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ
تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ) [الزمر : ٦٠] ، (برفع وجوه ومسودة) على أنهما جملة اسمية من مبتدإ وخبر ،
والجملة في محلّ نصب على الحالية من الاسم الموصول ، حيث الرؤية بصرية ، وإن جعلت
الرؤية قلبية ـ وهو بعيد ـ فإن الجملة الاسمية تكون فى محلّ نصب ، مفعول به ثان
لترى. وقد قرئا بالنصب ، ويكون (وجوه) بدلا من الاسم الموصول بدل بعض من كلّ ،
وتكون مسودة حالا من وجوه ، أو مفعولا ثانيا.