الحمد لله رب
العالمين ، وصلاة وسلاما دائبين على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
:
إن الأمم الحية
هي التي تتصل حلقات ماضيها بحاضرها لتبني عليها مستقبلها ، وإن أهم ثروة يخلفها
الآباء والأجداد للأبناء ، هي الثروة الفكرية التي تنهض على أساسها الأمم ، إذ هي
النهضة الحقيقية الراسخة والتي يبني عليها كل شأن من شؤون الحياة ، وإن من واجب
الأبناء تجاه ما خلفه الآباء المحافظة عليه وتطويره ، والاتكاء عليه في بناء صروح
القوة والتقدم.
ولسنا ننكر أنه
حدثت حركة إحياء واسعة للتراث العربي الإسلامي في كثير من أقطار العالم الإسلامي ،
بيد أنه مازال هناك كثير من هذه الكنوز الدفينة التي لم تر النور بعد ، وتنتظر من
يزيل عنها ركام الأيام والسنين ، ويوقظها من رقادها الطويل الذي ضاقت به ذرعا ،
لتساهم في بناء صرح حضاري شامخ يستند إلى ماض عريق وطيد الأركان.
ولعل إخراج هذه
الكنوز ، وأعني بها ها هنا المخطوطات ، وتحقيقها تحقيقا علميا واجب على جميع
الباحثين تجاه هذا التراث الغني ، ولا يغيب