موحشا حال من
طلل ، واعترضه المبرد [٢] ، وجعل الحال من الضمير المستتر في لـ (مية) واختلف
أصحاب سيبويه في كلامه ، فقال الصفار : [٣] مذهب سيبويه : أن ضمير النكرة إذا كان كذلك فالحال من
الظاهر أولى من المضمر ، وقال ابن مالك [٤] مثل ذلك : إلا أنه لم يجعل ضمير النكرة نكرة ، بل قال :
المعنى واحد لأن الضمير هو الظاهر ، فجعله من الظاهر أولى ، وقال ابن خروف : [٥] إن الظرف إذا كان خبرا وتقدم فلا ضمير فيه عند سيبويه [٦] والفراء [٧] ، وقال بعضهم : إن الخبر في نية التأخير.
فلو جعلت من
ضميره لكانت الحال قد تقدمت على صاحبها ، وعاملها معنوي ، وذلك لا يجوز ، ويلزم
على كلامهم أن يكون العامل في الحال غير
[١]البيت من مجزوء
الوافر وهو لكثير عزة في ديوانه ٥٠٦ ، والكتاب ٢ / ١٢٣ ، والخصائص ٢ / ٤٩٢ ، وشرح
ديوان الحماسة للمرزوقي ١٦٦٤ ، وشرح التسهيل السفر الثاني ١ / ٥٣ ، وشرح الرضي ١ /
٢٠٤ ، وأوضح المسالك ٢ / ٣١٠ ، ومغني اللبيب ١١٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٤٩ ،
والخزانة ٣ / ٢١١. ويروى لعزة بدل لمية ... ومن رواه لعزه فهو لكثير ومن رواه لمية
فقد نسبه لذي الرمة.
والشاهد فيه قوله : (موحشا طلل) حيث نصب
موحشا على الحال وكان أصله صفة لـ (طلل) فلما تقدمت الصفة على الموصوف أعربت حالا.
[٢]ينظر المقتضب ٤ /
٣٠٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٠٤ وقد رد الرضي كذلك على سيبويه في الصفحة نفسها.
[٣]الصفار هو : قاسم
بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري البطليوسي الشهير بالصفار توفي بعد ٦٣٠ ه صنف
شرح كتاب سيبويه شرحا حسنا يقال إنه أحسن شروحه ويرد فيه على الشلوبين بأقبح رد.
ينظر ترجمته في البغية ٢ / ٢٥٦.
[٤]ينظر شرح التسهيل
لابن مالك السفر الثاني ١ / ٥٤.