العطف فإنه يحتمل مجيئه معه وقبله وبعده ، وخرج ما أفاد المصاحبة بغير
الواو ، إما بكلمة أخرى أو قرينة نحو : (جاءني زيد وعمرو معا) فإن المصاحبة ها هنا
حصلت من قوله معا ، لا من الواو ، ويعني بالمفعول المصاحب الفاعل والمفعول مطلقا ،
وبعضهم شرط أن يكون المعمول الذي يصاحبه المفعول معه فاعلا ، نحو : (سرت وزيدا)
لاتفاقهم في نحو : (ضربت زيدا وعمرا) إنه ليس مفعولا معه وهو منقوض بنحو (حسبك
وزيدا درهم) قالت :
فإن الكاف
مفعول لـ (حسبك) بمعنى يكفيك وأما (ضربت زيدا وعمرا) فإن أصل الواو للعطف ، وإنما
يعدل إلى النصب على المعنى للنصب على المصاحبة ، وفي (ضربت زيدا وعمرا) لا يمكن
ذلك غالبا.
قوله : (لفظا
أو معنى) تقسيم للعامل بعد تمام الحد فاللفظ مثل (جئت وزيدا) [ظ ٥١] والمعنى مثل
قولك (مالك وزيدا) و (ما شأنك وعمرا) [٢] و (ما أنت وقصعة من ثريد) [٣] والضمير في قوله : (معه وله وفيه وبه) يعود إلى الألف
واللام ، لأنها بمعنى الذي ، واختلف في عامله. فقال
[١] عجز بيت من
الطويل وهو لجرير في ذيل الأمالي ١٤٠ ، وصدره :
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
وهو بلا نسبة في سمط اللالي ٨٩٩ ، وشرح
شواهد الإيضاح ٣٧٤ ، وينظر شرح المفصل ٢ / ٥١ ، والمغني ٧٣١ ، وشرح شواهد المغني
للسيوطي ٢ / ٩٠٠ ، واللسان مادة (حسب) ٢ / ٨٦٥.
والشاهد فيه قوله : (والضحاك) حيث يجوز
فيه النصب على أنه مفعول معه ، والجر على أنه معطوف ، والرفع على أنه محذوف الخبر
والتقدير : والضحاك موجود ...