إما إلى زيادة أو نقصان ، وهنا يكون مثارا للمدح أو الذم. وإن دل هذا
المعنى لدى الخليل ـ إن كان ذلك مقصودا ـ على شئ ، فإنما يكون دالا على أن الخليل
كان يربط النحو بالدلالة ، وهذا نهج جيّد.
والقضية
المطروحة هنا بوقوع الحال من المبتدأ والدلالة في مثل : فيها ذو العمامة جالس [ويجوز
جالسا] ، وفي مثل : عليك عبد الله مشفق [لا يجوز إلا الرفع] ، وقد تناول سيبويه
هذه القضية تحت عنوان : «هذا باب ما ينتصب فيه الخبر) لأنه خبر معروف يرتفع على
الابتداء ، قدّمته أو أخرته» [٢] ومثل لذلك بقوله [٣] : «وذلك قولك : (فيها عبد الله قائما وعبد الله فيها
قائما) ، فعبد الله ارتفع بالابتداء ؛ لأن الذي ذكرت قبله وبعده ليس به ، وإنما هو
موضع له ، ولكنه يجرى مجرى الاسم المبني على ما قبله ، ألا ترى أنك لو قلت : (فيها
عبد الله) حسن السكوت وكان كلاما مستقيما كما حسن واستغنى في قولك : (هذا عبد الله)
، وتقول : (عبد الله فيها) ؛ قولك كقولك : (عبد الله أخوك) ، كأنك قلت (عبد الله
منطلق) ، فصار قولك فيها كقولك : (استقر عبد الله) ، ثم أردت أن تخبر على أية حال
استقر فقلت : (قائما) ، ف (قائما حال مستقر فيها ، وإن شئت ألغيت (فيها) ، فقلت : (فيها
عبد الله قائم).