(لم يأتني إلا
بخمسة أسهم قطّ الغلام) ، [الوارد في المنظومة] والمثال الوارد في العين.
ما
أعطيته إلا عشرين درهما قطّ
يدرك أن
المقصود ب (قط) العدد لا الزمان ، وهذا على العكس من الواردة بمعنى الزمان الذي
يقول عنها الخليل [١] :
فإذا أردت
بها الزمان فرفعها
أهيا وأتقن
في الكلام وأصوب
ويتمثل ما ورد
في المنظومة مع قول الخليل في العين [٢] :
«وأما (قطّ) [بالرفع]
فإنه الأبد الماضي ، تقول : ما رأيته قطّ ، وهو رفع لأنه غاية [٣] ، مثل قولك : (قبل وبعد) ؛ ألا يدل هذا التشابه التام
في معالجة هذين البابين في (المنظومة) وفي (العين) على أن ما ورد بالمنظومة إنما
هو للخليل ، وأكبر الظن ألا يكون هذا التماثل الدقيق من قبيل المصادفة.
٥ ـ باب المجازاة :
من المهم أن
نقف أمام باب المجازاة ، لأن الخليل استخدمه بشكل عام ودلالة واسعة. حيث يقول [٤] :
فالقول إن
جازيت يوما صاحبا
صلني أصلك
وقيت ما تتهيب
إن تأتني
وترد أذاي عامدا
ترجع وقرنك
حين ترجع أعضب
واستمر الخليل
في تمثيله لأدوات الشرط المختلفة ، لكن من الملاحظ أن الخليل مثّل للمجازاة في
نوعيها :
النوع
الأول : الجواب بعد
الطلب [الأمر والنهي] في قوله : [صلني أصلك] حيث جزم المضارع في جواب الطلب لتوافر
الشروط التي أشترطها النحاة وهي ، أن يكون الطلب سابقا للجواب ، وأن يكون الجواب
مترتبا على الطلب ،