وفي هذا
العنوان وما تلاه مشكلة أخرى ، فما الذي يعود على الضمير في قوله «بعدها». ربما
يكون المقصود (لام بعد الألف) لتصبح (أل) التعريفية ، ويكون السؤال إذا ما المقصود
بالبيت؟ ربما يقصد في هذه الحالة المنادى المضاف ، حيث يكون المضاف مقترنا ب (أل)
، وفي هذه الحالة يكون حكمه النصب وجوبا ، وإن كان هذا المعنى ضعيفا إذ المضاف غير
المقترن ب (أل) يجب نصبه أيضا ، ويكون البيت الثاني لا علاقة له بالبيت الأول مع
أنه يندرج تحت العنوان ويفترض أن يكون له علاقة به ، مع أن البيت الثاني له علاقة
بالعنوان في كل الأحوال.
إذا فالمقصود
هو العطف على المنادى المفرد باسم مقترن بالألف واللام ، وذلك ما ورد في المثال
بالبيت الثاني في قول الخليل : (يا زيد والضحاك) ؛.
وعلى هذا يكون
المقصود جواز عطف المقترن بال على المنادى بالنصب أو الرفع وإن كان الواجب حسب
القياس الرفع ، فإذا كان الخليل تكلم عن النصب أولا قائلا : [وأردت فانصب ما تريد]
فقد قال (وتوجب) ، أي توجب (يا زيد والضحاك) بالرفع حسب القياس».
وقد نقل سيبويه
عن الخليل ما يفيد ذلك حين يقول في الكتاب [٢] : «وقال الخليل ـ رحمه الله ـ من قال (يا زيد والنضر)
فنصب ، فإنما نصب لأن هذا كان من المواضع التي يردّ فيها الشيء إلى أصله ، فأما
العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون : (يا زيد والنضر) ، وقرأ الأعرج : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ)[٣] فرفع ، ويقولون : (يا عمرو والحارث).
وقال الخليل
رحمه الله : هو القياس كأنه قال و (يا حارث) ، ولو حمل