واستمر الخليل
في التمثيل ليؤكد أن (حتى) لا تجر الاسم بعدها إلا إذا كان معناها للغاية ، فإذا
لم يكن كذلك فقد يرفع ما بعدها على الابتداء أو الفاعل أو نائبه ، أو ينصب على
المفعولية ، وذلك إذا جاء فعلها بعدها؟ هذا الفعل الذي لا يكذب في عمله رفعا أو
نصبا أو على حدّ قول الخليل [٢].
لما أتيت
بفعلها من بعدها
أجريت بالفعل
الذي لا يكذب
وهذا المعنى
نفسه يؤكده الخليل في كتابه (الجمل) [٣] عند ما يقول :
«والخفض بحتى
إذا كان على الغاية قولهم : كلمت القوم حتى زيد معناه :
(حتى بلغت إلى
زيد ومع زيد). وقال الله جل ذكره : [٤](سَلامٌ هِيَ حَتَّى
مَطْلَعِ الْفَجْرِ). معناه إلى مطلع الفجر.
و (حتى) فيه
ثلاث لغات ، تقول : (أكلت السمكة حتى رأسها) و (حتى رأسها) ، (وحتى رأسها).
النصب : (حتى
أكلت رأسها) [على أنها مفعول به].
والرفع : (حتى
بقي رأسها) [فاعل].
والخفض : (حتى
وصلت إلى رأسها) ، وأكلت السمكة مع رأسها [على الغاية] وإن شئت قلت : (رأسها) على
الابتداء. قال الشاعر [٥].