هذه مجموعة من
القضايا النحوية التي تستحق التوقف أمامها لما لها من طبيعة خاصة في تناول الخليل
لها ، إما من ناحية كيفية معالجة الخليل لها ، أو من ناحية وضعها تحت عنوان له
طابع خاص أو كيفية تعامل الخليل مع قضايا النحو العربي دلاليا من خلال ظاهرة
الاكتمال أو النقصان الدلالي ـ وسوف تأتي ـ أو ما يمكن أن يوحي به رأي الخليل في
وجود تعارض بين رأيه الوارد في المنظومة ورأيه الوارد في كتاب سيبويه أو ما أشبه
ذلك ، وهذه القضايا استحقت منا التوقف لسببين :
الأول : هذا
التناول يكشف أمرها ويستجلي حقيقتها.
الثاني : ما
يمكن أن يضيفه تناول هذه القضايا من وجود تشابه قوي بين آراء الخليل في المنظومة
وآرائه الواردة في مصادر أخرى مثل : العين ـ الكتاب ـ الجمل ـ ولعل ذلك يكشف أيضا
صحة نسبة هذه المنظومة إلى الخليل ، وفيما يلي نفرد لكل قضية حديثا مستقلا :
يشير الخليل
إلى بناء «أمس» إذا كانت للدلالة على يوم معين ، وهو اليوم الذي قبل يومنا مباشرة
، وبناؤها على الكسر (الخفض) ، وشرطها الثاني ألا تقترن بالألف واللام ، فإن
اقترنت أعربت ، يقول الخليل :
فتقول كنت
أسير أمس فعنّ لي
شخص فأقبلت
الدموع تحلّب
وتقول إن
دخلته لام قبلها
ألف مضى
الأمس البعيد الأخيب
[١] المنظومة البيت
رقم ٢٥٢ واقرأ بقية الأبيات حتى ٢٥٦.