يستطيع المتأمل
لعناوين الخليل في هذه المنظومة التي وصلت إلى سبعة وأربعين عنوانا أن يلاحظ ما
يلي :
أولا
: قصر عناوين
الخليل نسبيا ، وذلك إذا قيست بعناوين الكتب النحوية التي جاءت بعده مثل كتاب
سيبويه الذي كان للخليل دور كبير فيه بآرائه المذكورة ، والخليل ـ في ذلك ـ متسق
مع نفسه حيث كتب هذه المنظومة النحوية ـ في غالب الأمر ـ للشادين في حقل النحو ،
ومن هنا لا بد من التيسير ، فوجدناه في عناوينه ، كما وجدناه في كفية تناول
القضايا النّحوية التي طرحها ؛ حيث جاء كل ذلك سهلا وميسرا دون إسراف في الطول أو
تعقيد في الأداء ، ويبدو أن هذه كانت هي سمة الخليل بشكل عام ، حيث اتسم كتاب (الجمل
في النحو العربي) بهذه السمة أيضا ، ولم يبتعد الخليل في (العين) عن هذا التناول
في الكلام عن معاني الكلمات ، فالملاحظ أنه كان يصل إليها من أقصر طريق ، وإن كنا
لسنا على وجه اليقين من أن الخليل هو الذي وضع هذه العناوين إلا أن هذا الاتساق ،
وهذا المنهج التسهيلي الذي اتسم بقرب التناول يرجح أن هذه العناوين من وضع الخليل
لا من وضع غيره.
وهذه العناوين
التي وصلت إلى سبعة وأربعين عنوانا ، جاء منها أربعة وثلاثون عنوانا ما بين كلمة
واحدة أو اثنتين أو ثلاث بعد حذف كلمة باب ، وتسعة عناوين ، كلماتها من أربع إلى
ست ، والباقي وهو عبارة عن أربعة عناوين وصلت كلماتها إلى سبع كلمات أو أكثر ، هذه
العناوين الأربعة هي :