نام کتاب : الممتع في التّصريف نویسنده : ابن عصفور جلد : 1 صفحه : 161
فإن قيل : وفي
جعلها أيضا أصلا خروج عمّا استقرّ لها ، من أنها لا تكون أصلا ، إلّا في باب «ضوضيت»؟.
فالجواب : أنه
قد تقدّم أنه متى كان في الكلمة وجهان شاذّان ، أحدهما يؤدّي إلى أصالة الحرف ،
والآخر يؤدّي إلى زيادته ، كانت الأصالة أولى. وأيضا فإن الواو قد جاءت أصلا في
ضرب من بنات الأربعة ، وهو المضاعف ، ولم تزد أوّلا في موضع من المواضع. وأيضا
فإنّ جعلها زائدة يؤدّي إلى بناء غير موجود ، وهو «وفنعل». وجعلها أصليّة يؤدّي
إلى بناء موجود ، وهو «فعنلل» نحو «جحنفل» [١].
فإن قال قائل :
إنكم استدللتم على أن «ضوضيت» وبابه من بنات الأربعة ، بقولهم «ضوضاء» و «غوغاء» ؛
لأنه لم يوجد مثل «فعلاء» في كلامهم ، ولا دليل في ذلك ، لاحتمال أن تكون الواو
زائدة ، ويكون وزن الكلمة «فوعالا» كـ «توارب» [٢]؟.
فالجواب : أنه
لو كان «فوعالا» لكان من باب «ددن» ، أعني مما فاؤه وعينه من جنس واحد ، وذلك قليل
جدّا ، وباب «ضوضاء» و «غوغاء» و «ضوضيت» و «غوغيت» كثير ، ولا يتصوّر حمل ما جاء
كثيرا على باب لم يجىء منه إلّا اليسير. وأيضا فإنّ «فوعالا» كـ «توارب» قليل
جدّا. وإذا كانت الواو أصلا كان وزن الكلمة «فعلالا» كـ «صلصال» و «قلقال» ، وذلك
بناء موجود في المضعّف كثيرا. فحمله على ذلك أولى.
* * *
[١]الجحنفل : العظيم
الشفة ، المزهر للسيوطي ١ / ٢٠٥.