نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 64
الفصل الأول :
صفة رواية الحديث وشرط أدائه
آراء العلماء في رواية الحديث بالمعنى
أجمع العلماء
على أن الراوي إذا لم يكن عالما عارفا بالألفاظ ، ومدلولاتها ، ومقاصدها ، خبيرا
بما يحيل معانيها ، بصيرا بمقادير التفاوت بينها ، فإنه لا تجوز له الرواية
بالمعنى ، بل يتعين عليه أن يؤدي نفس [١] اللفظ الذي سمعه ، لا يخرم منه شيئا ، ولا يبدل لفظا
بلفظ [٢].
واختلفوا في
جواز الرواية بالمعنى فيما إذا كان الراوي عالما عارفا بصيرا بذلك [٣].
ولهم في ذلك
أقوال أشهرها :
القول الأول :
مذهب اللفظ ، وأقصد بذلك أنه مذهب عدم جواز الرواية بالمعنى ، ووجوب مراعاة اللفظ.
وهذا مذهب «عبد
الله بن عمر» ـ من الصحابة [٤] ـ ، وقال به طائفة من المحدثين والفقهاء والأصوليين.
ومذهب «محمد بن سيرين» بالبصرة ،
[١] ورد في كتاب «الكتابة
الصحيحة» ٣٦٩ : سأفعل نفس الشيء خطأ) وسأفعل الشيء نفسه (صواب).
وورد في «معجم الأخطاء الشائعة» ٢٥٢ :
ويقولون : جاء نفس الرجل. والصواب : جاء الرجل نفسه ؛ لأن كلمتي «نفس» و «عين» إذا
كانتا للتوكيد ، وجب أن يسبقها المؤكّد ، وأن تكونا مثله في الضبط الإعرابي ، وأن
تضاف كل واحدة منهما إلى ضمير مذكور حتما ، يطابق هذا المؤكّد في التذكير والتأنيث
، والإفراد والتثنية والجمع. ا ه
(أقول) كلمة «نفس» إن أردنا أن يكون إعرابها توكيدا فتؤخر عن المؤكّد وجوبا
، ولا يمتنع تقديمها إن أعربت بحسب موقعها من الإعراب. وقد ورد في «لسان العرب» (مادة
: نفس) ٦ : ٢٣٦ ما يجيز ذلك ، وهذا نصه : «ونفس الشيء : ذاته ، ومنه ما حكاه «سيبويه»
من قولهم : نزلت بنفس الجبل ، ونفس الجبل مقابلي ، ونفس الشيء عينه ، يؤكّد به»
وانظر «الكتاب» لسيبويه ١ : ٣٩٠. فعلى ذلك يحكم بصحة العبارات المتقدمة أسلوبا ،
وليست هي من قبيل الخطأ الشائع. والله أعلم.