نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 48
قال «القلقشندي»
: قال أبو جعفر النحاس [١] : وقد صار أكثر الناس يطعن على متعلّمي العربية جهلا
وتعدّيا ، حتى إنهم يحتجون بما يزعمون أن «القاسم بن مخيمرة» [٢] قال : «النحو أوّله شغل ، وآخره بغي» [٣]. قال : وهذا كلام لا معنى له ، لأن أول الفقه شغل ،
وأول الحساب شغل ، وكذا أوائل العلوم ، أفترى أن الناس تاركين العلوم من أجل أنّ
أوّلها شغل؟ قال : وأما قوله : «وآخره بغي» إن كان يريد به أن صاحب النحو إذا حذقه
صار فيه زهو ، واستحقر من يلحن ، فهذا موجود في غيره من العلوم ، من الفقه وغيره
في بعض الناس ، وإن كان مكروها. وإن كان يريد بالبغي التجاوز فيما لا يحل ، فهذا
كلام محال ، فإن النحو إنما هو العلم باللغة التي نزل بها القرآن ، وهي لغة النبي
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكلام أهل الجنة ، وكلام أهل السماء ...
جاء في «حاشية
الصبان» ١ : ١٢٦ «فائدة» :
حيث قيل
بالجواز والامتناع في أحكام العربية فإنما يعنى بالنسبة إلى اللغة ، ولا يلزم من
التكلم بما لا يجوز لغة الإثم الشرعي ، فمن لحن في غير التنزيل والحديث ، كأن نصب
الفاعل ، ورفع المفعول ، لا نقول : إنه يأثم ، إلا أن يقصد إيقاع السامع في غلط
يؤدي إلى نوع ضرر ، فعليه حينئذ إثم هذا القصد المحرم.
قاله الشيخ «بهاء
الدين السبكي» في شرح المختصر.
[١] هو أحمد بن محمد
بن إسماعيل المراديّ ، المصري ، مولده ووفاته بمصر ، مفسّر ، أديب ، توفي سنة ٣٣٨
ه.
«الأعلام» ١ : ٢٠٨.
[٢] هو القاسم بن
مخيمرة الهمداني ، أبو عروة ، الكوفي ، نزيل الشام ، من رجال الحديث ، ثقة فاضل ،
وكان يعيش من تجارة له ـ توفي سنة ١٠٠ ه. «تهذيب التهذيب» ٨ : ٣٣٧ ، و «تقريب
التهذيب» ٢ : ١٢٠ ، و «الأعلام» ٥ : ١٨٥.
[٣] قال الدكتور أحمد
مختار عمر في كتابه «من قضايا اللغة والنحو» في مبحث : «هل نستسلم لدعاة العامية»
١٢٣ ـ ١٣٦ : الهجوم على الفصحى ، والدعوة إلى تبنّي اللهجات العامية قد ارتبط في
القديم بدعاوي الشعوبية وأعداء العروبة ، وفي الحديث بالاستعمار وأعوانه. فـ «ابن
مخيمرة» دأب منذ أكثر من ألف عام على مهاجمة اللغة الفصحى ، والحط من شأنها ، وكان
يردد دائما قوله : «النحو أوله شغل ، وآخره بغي» حتى انبرى له «أبو جعفر النحاس»
العالم اللغوي ، المتوفى عام ٣٣٨ ـ ه.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 48