أبدلت الميم
وجوبا من الواو في «فم» ، وأصله «فوه» بدليل تكسيره على «أفواه».
والتكسير يرد
الأشياء إلى أصولها.
فحذفوا الهاء
لخفائها تخفيفا ، ثم أبدلوا الميم من الواو ؛ لكونها من مخرجها.
فإن أضيف إلى
ظاهر أو مضمر رجع به إلى الأصل ، وهو الواو.
فقيل : فو زيد
، وفوك.
وربما بقي
الإبدال مع الإضافة إلى المظهر والمضمر. نحو قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) [٢].
وقول «رؤبة» :
يصبح ظمآن وفي البحر فمه
وزعم «الفارسي»
: أن الميم لا تثبت إلّا في الشعر.
ويرده الحديث
المتقدم.
[١] موارد المسألة : «أوضح المسالك» ٣ : ٣٤١ ، و «التصريح على التوضيح» ٢ :
٣٩٢.
[٢]تقدم تخريجه في
مسألة / ٨ / في (إثبات ميم «فم» مع الإضافة جائز).
ومن شواهد إثبات ميم «فم» مع الإضافة ما
جاء في «صحيح البخاري» في (كتاب الأشربة ـ باب الشّرب من فم السّقاء) ٦ : ٢٥٠ ، عن
«أبي هريرة» ـ رضياللهعنه
ـ أنه قال : «نهى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ عن الشّرب من فم القربة أو السّقاء ...».
وانظر «فتح الباري» ١٠ : ٩٠.
وفي «سنن ابن ماجه» في (كتاب الطهارة ـ باب
ما جاء في مؤاكلة الحائض وسؤرها) ١ :
٢١١ ، عن «عائشة» أنها قالت : «كنت
اتعرّق العظم وأنا حائض فيأخذه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ فيضع فمه حيث كان فمي ، وأشرب من الإناء فيأخذه رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
فيضع فمه حيث كان فمي وأنا حائض» ، وفي (كتاب الأشربة ـ باب الشرب من في السقاء) ٢
: ١١٣٢ ، عن «ابن عباس : أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ نهى أن يشرب من فم السّقاء».
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 310