قال «الشاطبي»
: ذكر الناظم حكم الممدود من الأسماء في التثنية فقال :
وما كصحراء
بواو ثنّيا
ونحو علباء
كساء وحيا
بواو أو همز
، وغير ما ذكر
صحّح ، وما
شذّ على نقل قصر
قسم الممدود
ثلاثة أقسام : ما كانت الهمزة فيه للتأنيث ، وما كانت للإلحاق ، أو بدلا من أصل.
وما عداها وهو ما كانت الهمزة فيه أصلية. وابتدأ بالقسم الأول فقال : (وما كصحراء
بواو ثنيا) يعني أن ما كان من الأسماء الممدودة همزتة كهمزة صحراء ، أي في كونها
للتأنيث ، فإن حكمه في التثنية أن تقلب الهمزة فيه واوا مطلقا في صحراء : صحراوات.
ومثله : حمراء ، وغرّاء ، وبيضاء ، وزكرياء ، وعمياء.
تقول : حمراوان
، وغراوان ، وبيضاوان ، وزكرياوان ، وعمياوان. وفي الحديث : «أفعمياوان أنتما» [٢].
وقال الشاعر :
يديان
بيضاوان عند محلّم
قد تمنعانك
أن تضام وتقهرا
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «الكافي شرح الهادي» : ٩٧ (آلة
كاتبة).
[٢] أخرجه «أبو داود»
في «سننه» في (كتاب اللباس ـ باب في قوله ـ عزوجل
ـ : (وَقُلْ
لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ))
٤ : ٦٣ والحديث بتمامه : عن أم سلمة ـ رضياللهعنها
ـ قالت : «كنت عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ وعنده ميمونة فأقبل ابن أمّ مكتوم ، وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ : احتجبا منه. فقلنا : يا رسول الله ، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال
النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ : أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟» وأخرجه «الترمذي» و «النسائي». وقال «الترمذي»
: حسن صحيح. انظر «مختصر سنن أبي داود» للمنذري ٦ : ٦٠ ، و «التلخيص الحبير» ٣ :
١٧٠ ، وورد في «فتح الباري» : «أفعمياوان أنتما» هذا في حق أمهات المؤمنين ،
نهاهما عن رؤية الأعمى مع قوله لـ «فاطمة بنت قيس» : «اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه
أعمى» فغلظ الحجاب في حقهن دون غيرهن. ا ه.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 300