نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 27
وقال «شهاب
الدين محمود الحلبي» ـ ٧٢٥ ه :
«ويتبع ذلك [١] قراءة ما يتفق له من كتب «النحو» التي يحصل بها المقصود
من معرفة العربية ، بحيث يجمع بين طرفي الكتاب الذي يقرؤه ، ويستكمل استشراحه ،
ويكبّ على الإعراب ويلازمه ، ويجعله دأبه ، ليرتسم في فكره ، ويدور على لسانه ،
وينطلق به عقال قلمه وكلمه ، ويزول به الوهم عن سجيته ، ويكون على بصيرة من عبارته
، فإنه لو أتى من البراعة بأتم ما يكون ، ولحن ذهبت محاسن ما أتى به ، وانهدمت
طبقة كلامه ، وألقى جميع ما يحسنه ، ووقف به عند ما جهله» [٢].
وقد كان
الجهابذة من أسلافنا يتباهون بمعرفته.
ففي أول مقدمة «تدريب
الراوي» يتحدث «السيوطي» ـ ٩١١ ه ـ رحمهالله ـ بأنه عبر لجة قاموس «علم الحديث الشريف» حيث وقف غيره
بشاطئه ، ولم يكتف بورود مجاريه ، حتى بقر عن منبعه ومناشئه ... ثم قال : مع ما
أمدني الله به من العلوم ، فذكر التفسير ... وعلومه ... والفقه ... واللغة .. ثم
قال :
والنحو الذي
يفتضح فاقده بكثرة الزلل ، ولا يصلح الحديث للحان.
وقال «الجاحظ»
ـ ٢٥٥ ه : «كان أيوب السختياني يقول : تعلّموا النحو ؛ فإنّه جمال للوضيع ، وتركه
هجنة للشريف» [٣].
[١] أي : الآلات
والأصول التي يحتاجها من يريد أن يكون منشئا وكاتبا.
[٢] «حسن التوسل إلى
صناعة الترسل» ٨٠ ، وهذا النص نقله «القلقشنديّ» في «ضوء الصبح المسفر» ٥٨ ، معزوا
ل : «حسن التوسل».