من مواضع منع
حذف «يا» النداء ما فيه اختلاف ، وهو ضربان : أحدهما : اسم الجنس ، والثاني : اسم
الإشارة. وكلاهما يجوز عند «ابن مالك» فيهما الحذف ، لكن قليلا. فأما اسم الجنس
فهو قليل ، كما في نحو : رجل يفعل كذا ، أي : يا رجل.
وفي الحديث
الآخر حكاية عن موسى ـ عليهالسلام ـ : «ثوبي حجر» [٣]
يريد : يا أزمة
، ويا حجر.
ومن كلام العرب
: افتد مخنوق ، وأطرق كرا. يقال للكركي إذا صيد : أطرق كرا ، أطرق كرا إن النعام
في القرى.
وقالوا : أصبح
ليل. وأنشد «سيبويه» للعجاج :
جاري لا تستنكري عذيري
أراد : يا
جارية.
وأما اسم
الإشارة ، فنحو قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ
هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)[٤]. وعند الكوفيين : إن حذف حرف النداء من اسم الجنس
والمشار إليه قياس مطرد. والبصريون يقصرونه على السماع.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» عند قوله وغير مندوب ومضمر وما ...)
و «شرح ابن الناظم» ٢٢٠ ، و «همع الهوامع» (النداء) ، و «شرح الأشموني» ٣ : ١٣٦.
[٢] أخرجه «العسكري» و
«الديلمي» و «القضاعي» من حديث «علي». وفي سنده «الحسين ابن عبد الله بن ضمرة» وهو
كذاب ، متهم بالزندقة. انظر «تمييز الطيب من الخبيث» ٢٣ ، و «فيض القدير» ١ : ٥١٦
، و «المقاصد الحسنة» ٥٩.
[٣] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الغسل ـ باب من اغتسل عريانا وحده ...) ١ : ٧٣ ، من حديث «أبي هريرة» بإثبات «يا» ، وفي (كتاب الأنبياء
ـ حدثني إسحاق بن نصر) ٤ : ١٢٩ دون «يا». قال «السيوطي» في «همع الهوامع» : أما
الحديث فلم يثبت كونه بلفظ الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ كما تقرر غير مرة ، ويؤيده وروده في بعض الطرق بلفظ : «يا حجر».