لا يعمل «أفعل
التفضيل» في مصدر ، فلا يقال : زيد أحسن الناس حسنا ، ولا مفعول به ، لا يقال :
زيد أشرب الناس عسلا.
وإنما تعدّيه
إليه باللام ، فيقال : (زيد أشرب الناس للعسل). ولا يعمل في فاعل ملفوظ به ، فلا
يقال : مررت برجل أحسن منه أبوه. إلا في لغة ضعيفة (حكاها «سيبويه»).
واتفقت العرب
على جواز ذلك في «مسألة الكحل».
وضابطها : أن
يكون أفعل صفة لاسم جنس مسبوق بنفي أو استفهام.
ومرفوعه أجنبيا
مفضلا على نفسه باعتبارين.
وذلك كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (ما من أيّام أحبّ إلى الله فيها الصّوم منه في عشر
ذي الحجّة) [٢]
وقولك : (ما
رأيت رجلا أبغض إليه الشرّ منه إليه).
وقول العرب : (ما
رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد) وبهذا المثال لقّبت المسألة بمسألة
الكحل.
وقوله :
ما رأيت امرأ
أحبّ إليه الب
ذل منه إليك
يا ابن سنان
ولم يقع هذا
التركيب في التنزيل.
وفي «شرح
الشذور» : واعلم أن مرفوع «أحبّ» في الحديث والبيت نائب الفاعل ، لأنه مبني من فعل
المفعول ، لا من فعل الفاعل ، وبناء «أحسن» في المثال فاعل ، لأنه مبني من فعل
الفاعل ، لا من فعل المفعول.
[١] موارد المسألة : «الكتاب» ١ : ٢٣٢ ، و «شرح ابن الناظم» ١٨٩ ، و «شرح
الأشموني» ٣ : ٥٥ ، و «شرح الشذور» : ٤١٥ ، و «الفصول الخمسون» لابن معطي : ٢٢٢ ، و
«شرح الكافية للرضي» ٢ : ٢٢٣ ، و «همع الهوامع» (أفعل التفضيل).
[٢] أخرجه «ابن ماجه»
في «سننه» في (كتاب الصيام ـ باب صيام العشر) ١ : ٥٥٠ ، ٥٥١ برواية قريبة ، عن «ابن
عباس» ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الصوم ـ باب ما جاء في العمل في أيام
العشر) ٢ : ١٢٩ برواية قريبة ، عن «أبي هريرة» ، وانظر «فيض القدير» ٥ : ٤٧٤ وفيه
: قال الطيبي : الأولى جعل «أحب» خبر «ما» وأما اللفظ المذكور فلم أقف عليه.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 254