وقد شذ كون
الفاعل مضافا إلى «الله» علما كان أو غيره ، وإن كان فيه «أل» ؛ لأنه من الأعلام.
نحو قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (نعم عبد الله خالد بن الوليد) [٢] ، وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (نعم عبد الله هذا) ، وقول الشاعر :
بئس قوم الله
قوم طرقوا
فقروا جارهم
لحما وحر
خلافا لـ «الجرمي»
في قوله باطراده.
وغيره يتأوّل
ما ورد منه. ومن العلم على أنه المخصوص ، والفاعل مضمر ، حذف مفسّره.
قال «الشاطبي»
: ومن ذلك ـ أي ومن فاعل نعم وبئس ـ العلم ، والمضاف إليه ، فقد جاء منه في النثر
مما يمكن أن يدعي قياسه ، ففي الحديث :
«نعم عبد الله
خالد بن الوليد» ، وقول بعض عبادلة الصحابة : «بئس عبد الله أنا إن كان كذا» ،
وقول «سهل بن حنيف» : «شهدت صفين وبئست صفين». وهو نادر ، ومن باب الاستشهاد
بالحديث ، قد مرّ ما فيه [٣] ، وإذا سلم فندور يمتنع من القياس عليه.
وقد تأوله «ابن
مالك» على أن يكون التمييز قد حذف والفاعل ضمير ، والظاهر المرفوع هو المخصوص. و «أنا»
و «خالد» بدلان فلا يكون فيه على هذا دليل.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» و «شرح المرادي» ٣ : ٨٣ ، و «شرح
الأشموني» ٣ : ٢٨ ، و «همع الهوامع» ٥ : ٤٠.
[٢] وهو بتمامه : «نعم
عبد الله خالد بن الوليد ، سيف من سيوف الله» (حم ، ت ، عن أبي هريرة) كما في «كنز
العمال» ١١ : ٦٧٨.
[٣] مراده الكلام على
حكم الاستشهاد بالحديث. وتكلم عليه «الشاطبي» في باب الاستثناء.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 249