من أحوال
المصدر المضاف : أن يضاف المصدر إلى مفعوله ثم يذكر فاعله.
وقد قالوا عن
هذه الحالة : إنها ضعيفة. وغلا بعضهم فزعم أنه مختصّ بالشعر ، كقول «الأقيشر
الأسدي» :
أفنى تلادي
وما جمّعت من نشب
قرع القواقيز
أفواه الأباريق
فيمن روى «أفواه»
بالرفع.
ويردّ على هذا
القائل بأنه روي أيضا بالنصب. فلا ضرورة في البيت.
وبقول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلا) [٢] وهو قليل.
فإن قلت :
فهلّا استدللت عليه بالآية الكريمة ، أية الحج؟ قلت : الصواب أنها ليست من ذلك في
شيء ، بل الموصول في موضع جر بدل بعض من «الناس» ، أو في موضع رفع بالابتداء ، على
أن «من» موصولة ضمنت معنى الشرط ، أو شرطية ، وحذف الخبر أو الجواب ، أي : من
استطاع فليحج.
وأما الحمل على
الفاعلية ـ وقد أجازه «ابن خروف» كما قال الشاطبي ـ
[١] موارد المسألة : «شرح المرادي» ٣ : ١٢ ، و «شرح الشاطبي» ، و «أوضح
المسالك» ٢ : ٢٤٥ ، و «شرح الأشموني» ٢ : ٢٨٩ ، و «مغنى اللبيب» ٦٩٤ ، و «شرح قطر
الندى» ٣٧٦ ، و «همع الهوامع» (المصدر) ، و «شرح شذور الذهب» : ٣٨٤.
[٢] قطعة من حديث : «بني
الإسلام» ، أخرجه «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الإيمان ـ باب قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ : بني الإسلام على خمس) ١ : ٣٤ ، ٣٥ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الإيمان
ـ باب ما جاء بني الإسلام على خمس) ٤ : ١١٩ و «الديلمي» في «الفردوس» (١ : ٣٠)