تأتي «من»
لابتداء الغاية الزمانية. وهذا ما أثبته «الكوفيون». ومنعه أكثر البصريين.
و «ابن هشام»
اختار رأي الكوفيين ، وعلى ذلك قوله ـ تعالى ـ : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)[٢] والحديث : «فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة» [٣]
[٣] أخرجه «البخاري»
في «صحيحه» في (كتاب الاستسقاء ـ باب إذا استشفعوا إلى الإمام ليستسقي لهم لم
يردّهم) ٢ : ١٩.
و «النسائي» في «سننه» في (كتاب
الاستسقاء ـ باب متى يستسقي الإمام) ٣ : ١٥٥.
و «مالك» في «الموطأ» في (كتاب
الاستسقاء ـ باب ما جاء في الاستسقاء) ١ : ١٩١.
[٤] «حليمة» هي بنت
الحارث بن أبي شمّر الغساني ، ملك عرب الشام ، وفيها سار المثل ، فقيل : «ما يوم
حليمة بسرّ» أي : خفيّ ، وهذا اليوم هو اليوم الذي قتل فيه «المنذر بن المنذر» ملك
عراق العرب ، فسار بعربها إلى «الحارث الغسّاني». وهو أشهر أيام العرب ، وإنما نسب
اليوم إلى «حليمة» ؛ لأنها حضرت المعركة محضّضة لعسكر أبيها. فتزعم العرب أنّ
الغبار ارتفع في يوم حليمة حتى سدّ عين الشمس ، وظهرت الكواكب المتباعدة من مطلع
الشمس ، فسار بها المثل اليوم.
الشاهد : أنّ «من» ابتدائية في الزمن.
قال «أبو حيان» في «شرح التسهيل» بعد
إيراد الشواهد الكثيرة : وكونها لابتداء الغاية للزمان مختلف فيه ، منع من ذلك
البصريون ، وأثبته الكوفيون ، وهو الصحيح ، وقد كثر ذلك في لسان العرب ، نثرها
ونظمها كثرة تسوّغ القياس ، وتأويل البصريين لذلك مع كثرته ليس بشيء. «شرح أبيات
مغنى اللبيب» ٥ : ٣٠٤ ـ ٣٠٦ والضمير في «تخيّرن» نائب عن الفاعل ، وهو يرجع الى «السيوف»
؛ لأن «النابغة» يصف السيوف بهذا البيت. «المقاصد النحوية» ٣ : ٢٧٢.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 220