قال «ابن عقيل»
: تلزم تاء التأنيث الساكنة الفعل الماضي في موضعين :
أحدهما : أن
يسند الفعل إلى ضمير مؤنث متصل ، ولا فرق في ذلك بين المؤنث الحقيقيّ والمجازيّ ،
نحو : (هند قامت) ، و (الشمس طلعت).
فإن كان الضمير
منفصلا لم يؤت بالتاء ، نحو : (هند ما قام إلا هي) [٢]
الثاني : أن
يكون الفاعل ظاهرا ، حقيقي التأنيث ، نحو : (فامت هند). وهو المراد بقوله : (أو
مفهم ذات حر) وأصل (حر : حرح).
وفهم من كلامه
أن التاء لا تلزم في غير هذين الموضعين ، فلا تلزم في المؤنث المجازيّ الظاهر ،
فتقول : (طلع الشمس) ، و (طلعت الشمس).
وقال «الشاطبي»
: إن قوله : «أو مفهم ذات حر» لما عطف على (مضمر) وقد وصف بـ (متصل) كان المعطوف
شريك المعطوف عليه في ذلك الوصف ، كأنه قال : أو مفهم ذات حر متصل ، وهو شبيه
بقوله ـ عليهالسلام ـ : (لا يقتل مسلم بكافر ، ولا ذو عهد في عهده) [٣].
قال المحققون :
معناه : ولا ذو عهد في عهده بكافر ، أي : ولا ذو عهد من الكفرة ، كالذمي ،
والمستأمن. وبذلك يصح المعنى.
[١] موارد المسألة : «شرح الشاطبي» ، و «شرح ابن عقيل» ٢ : ٨٨ ، و «حاشية
السندي على شرح السيوطي لسنن النسائي» ٨ : ٢٠.
[٢] يفيد كلام «الدماميني»
في «شرح التسهيل» جواز الوجهين في الضمير المنفصل. انظر «حاشية يس على التصريح» ١
: ٢٧٨.
[٣] أخرجه «أبو داود»
في «سننه» في (كتاب الجهاد ـ باب في السرية تردّ على أهل العسكر) ٣ : ٨١ ، وفي (كتاب
الديات ـ باب أيقاد المسلم بالكافر) ٤ : ١٨١ ، و «النسائي» في «سننه» في (كتاب
القسامة ـ باب القود بين الأحرار والمماليك في النفس) ٨ : ٢٠ ، و (باب سقوط القود
من المسلم للكافر) ٨ : ٢٤ ، و «ابن ماجه» في «سننه» في (كتاب الديات ـ باب لا يقتل
مسلم بكافر) ٢ : ٨٨٨ ، و «أحمد» في «مسنده» ١ : ١١٩ ، ١٢٢ ، ٢ : ١٩٤ ، ٢١١ ، بلفظ «مؤمن»
مكان «مسلم» في جميع الروايات.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 209