هل هي لام
الابتداء ، أدخلت للفرق بين «إن» النافية ، و «إن» المخففة من الثقيلة ، أم هي لام
أخرى اجتلبت للفرق؟ وكلام «سيبويه» يدل على أنها لام الابتداء دخلت للفرق.
وتظهر فائدة
الخلاف في مسألة جرت بين «ابن أبي العافية» [٢] و «ابن الأخضر» [٣] ، وهي قوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (قد علمنا إن كنت لمؤمنا) [٤].
فمن جعلها لام
الابتداء أوجب كسر «إن» ومن جعلها لاما أخرى ـ اجتلبت للفرق ـ فتح «أن».
وجرى الخلاف في
هذه المسألة قبلهما بين «الأخفش الصغير» ، وبين «أبي علي»
فقال «أبو علي»
: هي لام غير لام الابتداء ، اجتلبت للفرق. وبه قال «ابن أبي العافية».
وقال «الأخفش
الصغير» : إنما هي لام الابتداء ، أدخلت للفرق.
[٢] هو «محمد بن عبد
الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الأزدي ، أبو بكر. الكتنديّ» ، عالم
بالعربية واللغة. توفي بغرناطة سنة ٥٨٣ ه. «بغية الوعاة» ١ : ١٥٤.
[٣] هو «علي بن عبد
الرحمن بن مهدي ، أبو الحسن الإشبيليّ» أخذ عن «الأعلم» ، وأخذ عنه «القاضي عياض».
توفي بإشبيلية سنة ٥١٤ ه. «بغية الوعاة» ٢ : ١٧٤.
[٤] جزء من حديث
أخرجه «البخاري» في «صحيحه» في (كتاب العلم ـ باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد
والرأس» ١ : ٣٠ ، وفي (كتاب الكسوف ـ باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف) ٢ : ٢٨
برواية : «قد علمنا إن كنت لموقنا» من حديث «أسماء» ، أما الرواية التي ذكرها «ابن
عقيل» وهي «لمؤمنا» ، فلم أرها ، ولعله لا وجود لها في كتب الحديث. والله أعلم.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 199