ومما يجوز فيه
كسر «أنّ» وفتحها ، باعتبارين مختلفين. أن تقع «أنّ» في موضع التعليل.
فمثال كسرها
للتعليل قوله ـ تعالى ـ : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ
إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)[٢] بكسر «إنّ» على أنه تعليل مستأنف.
ومثال جواز
الوجهين الحديث : «لبيك إن الحمد والنعمة لك» [٣]. يروى بكسر «إنّ» وفتحها ، فالفتح على تقدير لام العلة
، والكسر على أنه تعليل مستأنف. وهو أرجح ، لأن الكلام حينئذ جملتان ، لا جملة
واحدة ، وتكثير الجمل في مقام التعظيم مطلوب.
وفي «شرح مسلم»
للنووي :
«لبيك إن الحمد
والنعمة لك» يروي بكسر الهمزة من «إن» وفتحها ، وجهان مشهوران لأهل الحديث ، وأهل
اللغة.
[١] موارد المسألة : «أوضح المسالك» ١ : ٢٤٤ ، و «التصريح على التوضيح» ١ :
٢١٨ ، و «صحيح مسلم بشرح النووي» ٨ : ٨٨ ، و «مختصر سنن أبي داود» للمنذري ومعه «معالم
السنن» ، و «تهذيب ابن قيم الجوزية» ٢ : ٣٣٥ ، ٣٣٨. و «إعراب الحديث» للعكبري :
١١٦.