الترتيب ـ في
باب كان وأخواتها ـ واجب بين الناسخ واسمه. أما في الخبر فالأصل تأخير الخبر ،
وأما توسطه بين الفعل والاسم فجائز في جميع أفعال هذا الباب ، كقوله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ)[٢] وقال «السّموأل» :
سلي إن جهلت
النّاس عنّا وعنهم
فليس سواء
عالم وجهول
وكقول الآخر :
لا طيب للعيش
ما دامت منغّصة
لذّاته
بادّكار الموت والهرم
وأما التقديم
فجائز إلا مع «دام» ، ومع المقرون بـ «ما» النافية ، ومع «ليس» ، تقول : (عالما
كان زيد) و (فاضلا لم يزل عمرو). ولا يجوز ذلك في (دام) لأنها لا تعمل إلا مع «ما»
المصدرية ، و «ما» هذه ملتزمة صدر الكلام ، وألّا يفصل بينها وبين صلتها بشيء فلا
يجوز معها تقديم الخبر على «دام» وحدها ، ولا عليها مع «ما».
ومثل «دام» في
ذلك كلّ فعل قارنه حرف مصدري ، نحو : (أريد أن تكون فاضلا) ، وكذلك المقرون بـ «ما»
النافية ، نحو : (ما زال زيد صديقك) و (ما برح عمرو أخاك) فالخبر في نحو هذا لا
يجوز تقديمه على «ما» [٣] ، لأن
[١] موارد المسألة : «شرح ابن الناظم» ٥٣ ، و «شرح الشاطبي» و «إعراب
الحديث» ١٦٤.