إذا دخل جازم
على مضارع «كان» فإنه يجزمه ، وتحذف الواو التي قبل النون. نحو : «لم أكن» ، وأصل
الفعل بعد الجازم : «لم أكون» فهو مجزوم بالسكون على النون ، فالتقى ساكنان :
الواو والنون ، فحذفت الواو وجوبا ، للتخلص من التقاء الساكنين.
ويجوز بعد ذلك
حذف النون ، [٢] تخفيفا ، نحو : لم أك ، ونحو قول «النابغة الذبياني» :
وهذا الحذف
جائز ، سواء وقع بعدها حرف هجائي ساكن ، نحو : (لم أك الذي ينكر المعروف) ، أو وقع
بعدها حرف هجائي متحرك ، نحو : (لم أك ذا منّ) ، إلا إن كان الحرف المتحرك ضميرا
متصلا فيمتنع حذف النون ، كقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إن يكنه فلن تسلط عليه ، وإن لا يكنه فلا خير لك
في قتله) [٤].
فلا يجوز في
مثل ذلك حذف النون ، فلا يصح : إن يكه ، وإلا يكه. وإن كان غير ضمير متصل جاز
الحذف والإثبات ، نحو : (لم يكن زيد قائما) و (لم يك زيد قائما)
[١] موارد المسألة : «شرح ابن عقيل» ١ : ٣٠ ، و «شرح الأشموني» ١ : ٢٤٥ ، و
«أوضح المسالك» ١ : ١٩١ و «شرح شذور الذهب» : ١٨٨ ، و «النحو الوافي» ١ : ٥٨٨.
[٢] ملخص شروط حذف
النون ستة : كونها في مضارع ، مجزوم ، وجزمه بالسكون عند اتصاله في النطق بما بعده
(أي : في حالة الوصل ، لا الوقف ؛ لأن النون في حالة الوقف ترجع وتظهر) ، وليس
بعده ساكن عند من يشترط هذا «كسيبويه» ـ وغيره لا يشترط هذا ـ ولا ضمير متصل.
[٣] البيت من قصيدة «النابغة»
يمدح بها «النعمان بن المنذر» ، ويعتذر له عن وشاية بلغته. (العتبى :
الرضا. يعتب : يزيل أسباب العتاب بالرضا
، وقبول العذر).
[٤] تقدم تخريجه في (مسألة
: ١٠) (في اجتماع ضميرين هل الأولى اتصالهما أم انفصالهما).
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 184