نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 123
وهذا «حماد بن
سلمة» يقول : «من لحن في حديثي فليس يحدّث عني». وإليك هذه السلسلة : عن «الحسن بن
علي الحلواني» قال : «ما وجدتم في كتابي عن عفان لحنا فأعربوه ، فإن عفان كان لا
يلحن». وقال لنا «عفان» : «ما وجدتم في كتابي عن «حماد بن سلمة» لحنا فأعربوه ،
فإن حمادا كان لا يلحن». وقال «حماد» : «ما وجدتم في كتابي عن قتادة لحنا فأعربوه
، فإن قتادة كان لا يلحن».
انظر كتاب (ألف
باء) للبلوي ١ : ٤٤.
وأغلب الظن أن
من يستشهد بالحديث من المتقدمين لو تأخر بهم الزمن إلى العهد الذي راجت فيه بين
الناس ثمرات علماء الحديث ، من رواية ودراية لقصروا احتجاجهم عليه ، بعد القرآن
الكريم ، ولما التفتوا قط إلى الأشعار والأخبار التي لا تلبث أن يطوقها الشك إذا
وزنت بموازين فن الحديث العلمية الدقيقة ...
وجرى على
الاحتجاج بالحديث العلماء حتى عصرنا الحاضر ، منهم المرحوم الأستاذ طه الراوي [١] ، فقد كان يذهب إلى الاحتجاج بما صح منها دون قيد ولا
شرط ، ويعرض للذين اعترضوا بوجود أعاجم في رواة بعض الأحاديث فيقول : «والقول بأن
في رواة الحديث أعاجم ليس بشيء ، لأن ذلك يقال في رواة الشعر والنثر اللذين يحتج
بهما ، فإن فيهم الكثير من الأعاجم ، وهل في وسعهم أن يذكروا لنا محدّثا ممن يعتد
به أن يوضع في صفّ «حماد الراوية» الذي كان يكذب ويلحن ويكسر ، ومع ذلك لم يتورع
الكوفيون ، ومن نهج منهجهم عن الاحتجاج بمروياته ، ولكنهم تحرجوا في الاحتجاج
بالحديث ...
[١] هو أديب ، باحث ،
عراقي ، من أعضاء المجمع العلمي بدمشق ، ولد سنة ١٣٠٧ ه في «رواة» ، وهي قرية
مشرفة على الفرات ، وتوفي بغداد سنة ١٣٦٥ ه. «الأعلام» ٣ : ٢٣٢.
نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 123