نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 120
بـ «إنّ» ونحوه من الأحاديث الواردة على لغة من اللغات الغير [١] المشهورة ، فهذا لا يضرّ ؛ لأن القرآن العظيم ـ وهو
متواتر ـ فيه آيات على خلاف الظاهر في الإعراب ، احتاج هو في «بحره» و «نهره» إلى
تأويلها ، وتخريجها على وجه صحيح ، ولم يدّع أنها ملحونة ، وإن ورد في كلام «عائشة»
ـ رضياللهعنها ـ وغيرها التعبير في حقها باللحن ، فقد أجابوا عنه كما
بسطه «الجلال» في «الإتقان» ، ولم تخرج بسبب ذلك عن القرآن» [٢].
جاء في «في
أصول النحو» ٥٠ ـ ٥٥ :فأما المانع الأول ، وهو تجويز الرواية بالمعنى فيجيبون عليه
بأن الأصل الرواية باللفظ ، ومعنى تجويز الرواية بالمعنى : أن ذلك احتمال عقلي
فحسب ، لا يقين
[١] استعمل «سيبويه» و
«الأخفش» و «الزجاجي» و «ابن المقفع» : بعضا ، وكلا ، بالألف واللام. وأنكر ذلك «الأصمعي»
و «أبو حاتم» ؛ لأنه ليس من كلام العرب ، وفي القرآن : (وَكُلٌّ أَتَوْهُ
داخِرِينَ).
قال «أبو حاتم» لـ «الأصمعي» : رأيت في كتاب «ابن المقفع» : (العلم كثير ، ولكن
أخذ البعض خير من ترك الكل). فأنكره أشدّ الإنكار ، وقال : الألف واللام لا يدخلان
في «بعض» و «كل» ؛ لأنهما معرفتان بغير ألف ولام. وقال «الأزهري» : النحويون
أجازوا ذلك.
«لسان العرب» (بعض ـ كلّ) وقال الإمام «أبو
نزار ، الحسن بن أبي الحسن» النحوي ، في كتابه «المسائل السفرية» : منع قوم دخول
الألف واللام على «غير» و «كل» و «بعض» ، وقالوا :
هذه كما لا تتعرف بالإضافة لا تتعرف
بالألف واللام. قال : وعندي أنه تدخل اللام على «غير» و «كل» و «بعض» ، فيقال :
فعل الغير ذلك ، والكل خير من البعض ، وهذا لأن الألف واللام هنا ليستا للتعريف ،
ولكنها المعاقبة للإضافة ، نحو قول الشاعر (هو : منظور بن مرثد الأسدي) :
كأنّ بين فكّها والفكّ
فأرة مسك ذبحت في سكّ
إنما هو كأن بين فكها وفكها. ثم أن «الغير»
يحمل على الضد ، و «الكل» يحمل على الجملة ، و «البعض» يحمل على الجزء ، فصلح دخول
الألف واللام أيضا من هذا الوجه. «تهذيب الأسماء واللغات» ٢ : ٦٥ (من القسم الثاني)
يعني أنها تتعرف على طريقة حمل النظير على النظير ، فإن الغير نظير الضد ، والكل
نظير الجملة ، والبعض نظير الجزء ، وحمل النظير على النظير سائغ شائع في لسان
العرب ، كحمل الضدّ على الضدّ ، كما لا يخفى على من تتبع كلامهم. وقد نص «الزمخشري»
على وقوع هذين الحملين ، وشيوعهما في لسانهم. «رد المحتار» ٢ : ٢٣٥.