نام کتاب : الحديث النبوي في النحو العربي نویسنده : محمود فجال جلد : 1 صفحه : 101
ولقد قال «ابن
الطيب الفاسي» : ذهب إلى الاحتجاج بالحديث الشريف جمع من أئمة اللغة [١] ، منهم : «ابن مالك ، وابن هشام ، والجوهري ، وصاحب
البديع ، والحريري ، وابن سيده ، وابن فارس ، وابن خروف ، وابن جني ، وابن بري ،
والسهيلي». وغيرهم ممن يطول ذكره.
ويمكن أن نقول
: إنه لا يختلف موقف النحاة عن موقف اللغويين ، إذ لا يعقل أن يستشهد «الخليل»
مثلا بالحديث في اللغة ، ثم لا يستشهد به في النحو ، واللغة والنحو صنوان ، يخرجان
من أصل واحد. وإن كانت شواهد النحاة من الحديث ليست في غزارة شواهد اللغويين
وكثرتها ، فهي قليلة بالنسبة إليها ، وبخاصة عند النحاة القدماء.
الاستشهاد بالحديث عن النحويين :
السنة النبوية
هي الأصل الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ، جاءت مبينة له وشارحة ،
فصّلت موجزه ، وقيّدت مطلقه ، وقد اتفق العلماء على حجية السنة ، والأخذ بها.
قال «الشوكاني»
: «إن ثبوت السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ، لا يخالف في
ذلك إلّا من لا حظّ له في الإسلام [٢]».
فكان الصحابة ـ
رضياللهعنهم ـ إذا عرض لهم أمر بحثوا عنه في كتاب الله ـ تعالى ـ فإن
لم يجدوه طلبوه في السنة ، وإلّا اجتهدوا في حدود القرآن والسنة وأصولها ، فكان
ذلك مدعاة عنايتهم بالأحاديث وحفظها ، بلفظها أو بمعناها ، يستلهمونها من أقواله ـ
صلىاللهعليهوسلم ـ عارفين الظروف والملابسات التي قيلت فيها.
أما في ميدان
النحو فقد سكت علماء المرحلة الأولى عن الاستدلال بالحديث ، لم يشذ منهم أحد ؛
لأنه وقع في بعض الأحاديث شيء من الأساليب
[١] ليس كلّ من ذكرهم
«ابن الطيب» هم من أهل اللغة ، بل فيهم نحاة ، كـ «ابن مالك» و «ابن هشام» وغيرهما.
وصنيعه هذا من قبيل التغليب.