نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 28
بل يكون هناك موجود
آخر أقدم منه هو سبب لوجوده؛ وذلك محال [١].
وإن كان ذلك الآخر هو الذي فيه ما باين
به هذا ، ولم يكن في هذا شيء يباين به ذلك إلا بعد الشيء الذي به باين ذلك ، لزم
أن يكون الشيء الذي به باين ذلك الآخر هذا ، هو الوجود الذي يخص ذاك. ووجود هذا
مشترك لهما ، فإذن ذلك الآخر وجوده مركب من شيئين : من شيء يخصه ، ومن شيء يشارك
به هذا. فليس إذن وجود ذاك هو وجود هذا ، بل ذات هذا بسيط غير منقسم ، وذات ذلك
منقسم. فلذلك إذن جزءان بهما قوامه. فلوجوده إذن سبب [٢]فوجوده إذن دون وجود هذا وأنقص منه.
فليس هو إذن من الوجود في الرتبة الأولى.
وأيضا ، فإنه لو كان مثل وجوده في النوع
خارجا منه بشيء آخر ، لم يكن تام الوجود ، لأن التام هو ما لا يمكن أن يوجد خارجا
منه وجود من نوع وجوده ، وذلك في أي شيء كان؛ لأن التام في العظم هو ما لا يوجد
عظم خارجا منه ، والتام في الجمال هو الذي لا يوجد جمال من نوع جماله خارجا منه ،
وكذلك التام في الجوهر هو
[١] وإذا وجد إلهان
متباينان كانا مركبين من جزء يشبه به كل منهما الآخر ومن جزء يخالفه. وكل مركب
يحتاج إلى مركب أو سبب ولم يعد إليها.
[٢] واذا وجد إله
بسيط وآخر مركب من جزء يشترك به مع البسيط وجزء مباين ، كان ذلك الآخر منقسما وأدنى
رتبة من هذا البسيط لأنه مركب وكل مركب يحتاج إلى سبب يركبه.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 28