نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 151
وقوم رأوا أن الارتباط هو بالايمان والتحالف
والتعاهد على ما يعطيه كل انسان من نفسه ، ولا ينافر الباقين ولا يخاذلهم ، وتكون
أيديهم واحدة في أن يغلبوا غيرهم ، وأن يدفعوا عن أنفسهم غلبة غيرهم لهم [١].
وآخرون رأوا أن الارتباط هو بتشابه
الخلق والشيم الطبيعية ، والاشتراك في اللغة واللسان؛ وأن التباين يباين هذه. وهذا
هو لكل أمّة. فينبغي أن يكونوا فيما بينهم متحابين ومنافرين لمن سواهم؛ فإن الأمم
إنما تتباين بهذه الثلاث [٢].
وآخرون رأوا أن الارتباط هو بالاشتراك
في المنزل ، ثم الاشتراك في المساكن ، وان أخصّهم هو بالاشتراك في المنزل ، ثم
الاشتراك في السكة ، ثم الاشتراك في المحلّة. فلذلك يتواسون بالجار ، فإن الجار هو
المشارك في السكة وفي المحلة؛ ثم الاشتراك في المدينة ، ثم الاشتراك في الصقع الذي
فيه المدينة [٣].
وهاهنا أيضا أشياء يظن أنه ينبغي أن
يكون لها ارتباط جزئي بين جماعة يسيرة وبين نفر وبين اثنين ، منها طول التلاقي ، ومنها
الاشتراك في طعام يؤكل ، وشراب يشرب ، ومنها الاشتراك في الصنائع ، ومنها الاشتراك
في شرّ يدهمهم ، وخاصة متى كان نوع الشرّ واحدا وتلاقوا ، فإن بعضهم يكون سلوة
بعض. ومنها الاشتراك في لذّة ما ، ومنها الاشتراك في الأمكنة التي لا يؤمن فيها أن
يحتاج كل واحد إلى الآخر ، مثل الترافق في السفر