نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 149
الطبيعية بطبائعها
هي التي ينبغي أن تفعلها الحيوانات المختارة باختياراتها واراداتها ، والمرويّة برويتها.
ولذلك رأوا أن المدن ينبغي أن تكون متغالبة متهارجة ، لا مراتب فيها ولا نظام ، ولا
استئهال يختص به أحد لكرامة أو لشيء آخر؛ وأن يكون كل انسان متوحّدا بكل خير هو له
ان يلتمس ان يغالب غيره في كل خير هو لغيره [١]،
وان الانسان الأقهر لكل ما يناويه هو الأسعد [٢].
ثم تحدث من هذه آراء كثيرة في المدن من
آراء الجاهلية : فقوم رأوا ذلك أنه لا تحاب ولا ارتباط ، لا بالطبع ولا بالارادة ،
وأنه ينبغي أن يبغض كل انسان كل انسان ، وأن ينافر كلّ واحد كلّ واحد ، ولا يرتبط
اثنان إلا عند الضرورة ، ولا يأتلفان إلا عند الحاجة ، ثم يكون (بعد) اجتماعهما
على ما يجتمعان عليه بأن يكون أحدهما القاهر والآخر مقهورا ، وان اضطرّا لأجل شيء
وارد من خارج أن يجتمعا ويأتلفا ، فينبغي أن يكون ذلك ريث الحاجة ، وما دام الوارد
من خارج يضطرّهما إلى ذلك؛ فإذا زال فينبغي أن يتنافرا ويفترقا. وهذا هو الداء
السبعيّ من آراء الانسانية [٣].
وآخرون ، لما رأوا أن المتوحد لا يمكنه
أن يقوم بكل ما به إليه حاجة دون أن يكون له موازرون ومعاونون ، يقوم له كل واحد
بشيء مما يحتاج إليه ، رأوا الاجتماع.