نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 140
عليه؛ وكذلك المريض
الذي يتألم متى تشاغل بأشياء ، إما أن يقل أذاه بألم المرض ، وإما أن لم يشعر
بالأذى. فإذا انفرد دون الأشياء التي تشغله ، يشعر بالأذى أو عاد إليه الأذى؛ كذلك
الجزء الناطق ، ما دام متشاغلا بما تورده الحواسّ عليه ، لم يشعر بأذى ما يقترن به
من الهيئات الرديئة ، حتى اذا انفرد انفرادا تاما دون الحواس شعر بالأذى ، وظهر له
أذى هذه الهيئات ، فبقي الدهر كله في أذى عظيم. فان ألحق به من هو في مرتبته من
أهل تلك المدينة ، ازداد أذى كل واحد منهم بصاحبه؛ لأن المتلاحقين بلا نهاية تكون
زيادات أذاهم في غابر الزمان بلا نهاية. فهذا هو الشقاء المضادّ للسعادة [١].
وأما أهل المدن الضالة ، فإن الذي
أضلّهم وعدل بهم عن السعادة لأجل شيء من أغراض أهل الجاهلة وقد عرف السعادة ، فهو
من أهل المدن الفاسقة؛ فذلك هو وحده دون أهل المدينة شقي. فأما أهل المدينة أنفسهم
فانهم يهلكون وينحلون ، على مثال ما يصير إليه حال أهل الجاهلة [٢].
وأما أهل المدن المبدّلة ، فان الذي
بدّل عليهم الأمر وعدل بهم ، إن كان من أهل المدن الفاسقة شقي هو وحده ، فأما
الآخرون فانهم
[١] نفوس أهل المدن
الفاسقة تبقى ولا تفنى ولكنها تعيش متألمة معذبة وهذا هو الشقاء.
[٢] مصير أهل المدن
الضالة الهلاك والانحلال مثل أهل الجاهلة ، أما رئيسهم الذي أضلهم فمصيره الشقاء
كأهل الفاسقة.
نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 140