نام کتاب : آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 136
فيكون بعضهم قد
احتوى من هذه على جودة الخطّ مثلا وعلى شيء من الخطابة؛ وآخر احتوى على اللغة وعلى
شيء من الخطابة وعلى جودة الخط؛ وآخر على الأربعة كلها [١].
والتفاضل في الكيفية هو أن يكون اثنان
احتويا من أجزاء الكتابة على أشياء بأعيانها ، ويكون أحدهما أقوى فيما احتوى عليه
وأكثر دراية. فهذا هو التفاضل في الكيفية [٢].
والسعادات تتفاضل بهذه الأنحاء أيضا.
وأما أهل سائر المدن ، فان أفعالهم ، لما
كانت رديئة ، أكسبتهم هيئات نفسانية رديئة ، كما أن أفعال الكتابة متى كانت رديئة
على غير ما شأن الكتابة أن تكون عليها ، تكسب الانسان كتابة أسوأ رديئة ناقصة. وكلما
ازدادت من تلك الأفعال ازدادت صناعته نقصا. وكذلك الأفعال الرديئة من أفعال سائر
المدن تكسب أنفسهم هيئات رديئة ناقصة ، وكلما واظب واحد منهم على تلك الأفعال
ازدادت هيئته النفسانية نقصا ، فتصير أنفسهم مرضى. فلذلك ربما التذّوا بالهيئات
التي يستفيدونها بتلك الأفعال ، كما أن مرضى الأبدان ، مثل كثير من المحمومين ، لفساد
مزاجهم ، يستلذّون الأشياء التي ليس شأنها أن يلتذّ بها من الطعوم ، ويتأذّون
بالأشياء التي شأنها أن تكون لذيذة ، ولا يحسون بطعوم الأشياء الحلوة التي من
شأنها أن تكون لذيذة. كذلك مرضى الأنفس ، بفساد تخيّلهم الذي اكتسبوه بالارادة والعادة
،