responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة وفدك نویسنده : الجوهري البصري البغدادي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 87

امامكم وقد عفوت ، أفتعفون عن عبيد الله ابن خليفتكم بالأمس ، قالوا : نعم ، فعفا عنه ، فلما بلغ ذلك عليا تضاحك ، وقال : سبحان الله ، لقد بدأ بها عثمان ، أيعفو عن حق امرئ ليس يواليه ، تالله أن هذا لهو العجب ، قالوا : فكان ذلك أول ما بدا من عثمان مما نقم عليه.

قال الشعبي : وخرج المقداد من الغد ، فلقى عبد الرحمن بن عوف ، فأخذ بيده ، وقال : إن أردت بما صنعت وجه الله ، فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة ، وان كنت انما أردت الدنيا فأكثر الله مالك. فقال عبد الرحمن : اسمع ، رحمك الله ، اسمع ، قال : لا أسمع والله ، وجذب يده من يده ، ومضى حتى دخل على علي عليه السلام ، فقال : قم فقاتل حتى نقاتل معك ، قال علي : فبمن أقاتل رحمك الله ، وأقبل عمار بن ياسر ينادي :

يا ناعي الاسلام قم فانعه

قد مات عرف وبدا نكر

أما والله لو أن لي أعوانا لقاتلتهم ، والله لئن قاتلتهم واحدا لأكونن له ثانيا ، قال علي : يا أبا اليقظان ، والله لا أجد عليهم أعوانا ، ولا أحب أن اعرضكم لما لا تطيقون ، وبقي عليه السلام في داره ، وعنده فنر من أهل بيته ، وليس يدخل إليه أحد مخافة عثمان.

قال الشعبي : واجتمع أهل الشورى على ان تكون كلمتهم واحدة على من لم ييايع ، فقاموا الى علي ، فقالوا : قم فبايع عثمان ، قال : فإن لم أفعل ، قالوا : نجاهدك قال : فمشى الى عثمان حتى بايعه ، وهو يقول : صدق الله ورسوله ، فلما بايع أتاه عبد الرحمن بن عوف فاعتذر إليه ، وقال : ان عثمان أعطانا يده ويمينه ، ولم تفعل أنت ، فأحببت أن أتوثق للمسلمين فجعلتها فيه ، فقال : ايها عنك ، انما آثرته بها لتنالها بعده ، دق الله بينكما عطر منشم [١].


[١] منشم : امرأة عطارة من فزاعة ، فتحالف قوم فأدخلوا أيديهم في عطرها على أن يقاتلوا حتى تموتوا فضرب ذلك مثلا لشدة الأمر.

نام کتاب : السقيفة وفدك نویسنده : الجوهري البصري البغدادي، أبو بكر    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست