استنبط من قول رسول
الله صلى الله عليه وآله ، أن الله أطعم نبيا طعمة أن يجري رسول الله صلى الله
عليه وآله عند وفاته مجرى ذلك النبي صلى الله عليه وآله ، أو يكون قد فهم انه عني
بذلك النبي المنكر لفظا نفسه ، كما فهم من قوله في خطبته ، أن عبدا خيره الله بين
الدنيا وما عند ربه ، فاختار ما عند ربه ، فقال أبو بكر : بل نفديك بأنفسنا [١].
وأخبرنا أبو زيد قال : أخبرنا القعنبي
قال : حدثنا عبد العزيز محمد ، عن محمد بن عمر ، عن أبي سلمة ، أن فاطمة طلبت فدك
من أبي بكر ، فقال : اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : إن
النبي لا يورث ، من كان النبي يعوله فأنا أعوله. ومن كان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ينفق عليه فأنا أنفق عليه ، فقالت : يا أبا بكر ، أيرثك بناتك ولا يرث رسول
الله صلى الله عليه وآله بناته؟ قال : هو ذاك [٢].
أخبرنا أبو زيد ، قال : حدثنا محمد بن
عبد الله بن الزبير ، قال : حدثنا فضيل بن مرزوق ، قال حدثنا البحتري بن حسان قال
: قلت لزيد بن علي عليه السلام ، وأنا أريد أن اهجن أمر أبي بكر : ان أبا بكر
انتزع فدك من فاطمة عليها السلام فقال : إن أبا بكر كان رجلا رحيما ، وكان يكره أن
يغير شئيا فعله رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأتته فاطمة فقالت : أن رسول الله
صلى الله عليه وآله أعطاني فدك ، فقال لها : هل لك على هذا بينة؟ فجاءت بعلي عليه
السلام فشهد لها ، ثم جاءت أم ايمن فقالت : ألستما تشهدان اني من أهل الجنة ، قالا
: بلى : قال أبو زيد : يعني انها قالت لأبي بكر ، وعمر ، قالت : فأنا أشهد أن رسول
الله صلى الله عليه وآله أعطاها فدك ، فقال أبو بكر : فرجل آخر وامرأة اخرى
لتستحقي بها القضية ، ثم قال أبو زيد : وأيم الله لو رجع الأمر إلي لقضيت فيها
بقضاء أبي