وأقطع يزيد بن
معاوية ثلثها ، وذلك بعد موت الحسن بن علي عليه السلام ، فلم يزالوا يتداولونها
حتى خلصت كلها لمروان بن الحكم أيام خلافته ، فوهبها لعبد العزيز ابنه ، فوهبها
ابنه عبد العزيز ، لابنه عمر بن عبد العزيز ، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة
، كانت أول ظلامة ردها دعا حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقيل : بل
دعا علي بن الحسين عليه السلام فردها عليه.
وكانت بيد اولاد فاطمة عليها السلام ، مدة
ولاية عمر بن عبد العزيز ، فلما ولي يزيد بن عاتكة قبضها منهم ، فصارت في أيدي بني
مروان كما كانت يتداولونها ، حتى انتقلت الخلافة عنهم ، فلما ولي أبو العباس
السفاح ، ردها على عبد الله بن الحسن بن الحسن ، ثم قبضها أبو جعفر لما حدث من بني
حسن ما حدث ، ثم ردها المهدي ابنه ، على ولد فاطمة عليها السلام ، ثم قبضها موسى
بن المهدي ، وهارون أهوه ، فلم تزل في أيديهم حتى ولي المأمون ، فردها على
الفاطميين [١].
حدثني محمد بن زكريا قال : حدثني مهدي
بن سابق ، قال : جلس المأمون للمظالم ، فأول وقعة وقعت في يده نظر فيها وبكى وقال
للذي على رأسه : ناد أين وكيل فاطمة ، فقام شيخ وعليه دراعة وعمامة وخف تعزى ، فتقدم
فجعل يناظره في فدك ، والمأمون يحتج علهى وهو يحتج على المأمون ، ثم أمر أن يسجل
لهم بها فكتب التسجيل وقرئ عليه ، فأنفذه ، فقام دعبل الى المأمون فأنشده الأبيات
التي أولها :
أصبح وجه الزمان قد ضحكا
برد مأمون هاشم فدكا
فلم تزل في أيديهم حتى كان في أيام المتوكل
، فأقطعها عبد الله بن عمر البازيار ، وان فيها احدى عشرة نخلة غرسها رسول الله
صلى الله عليه وآله بيده ، فكان بنو فاطمة يأخذون ثمرها ، فإذا أقدم الحجاج أهدوا
لهم من ذلك التمر