قال عوانة بن الحكم عن الشعبي ورواه
الجوهري أيضا [٢]
: لما طُعِن عمر جعل الأمر شورى بين ستة نفر : علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ،
وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن مالك ، وكان
طلحة يومئذ بالشام ، ... قال الشعبي : فحدثني من لا أتهمه من الأنصار ، وقال أحمد
بن عبد العزيز الجوهري : هو سهل بن سعد الأنصاري ، قال : مشيت وراء علي بن أبي
طالب حيث انصرف من عند عمر ، والعباس بن عبد المطلب يمشي في جانبه ، فسمعته يقول
للعباس ... ليجتمعن هؤلاء القوم على أن يصرفوا هذا الأمر عنا ، ولئن فعلوها ـ
وليفعلُنَّ ـ ليرونني حيث يكرهون ، والله ما بي رغبة في السلطان ، ولا حب الدنيا ،
ولكن لإظهار العدل ، والقيام بالكتاب والسنة ..
قال عوانة : فحدثنا إسماعيل ، قال : حدثني
الشعبي ، قال : فلما مات عمر ، وأدرج في أكفانه ... فتقدم صهيب فصلى على عمر. قال
الشعبي : وأدخل أهل الشورى دارا ... واجتمع الناس ، وكثروا على الباب ...
وكان هوى قريش كافة ما عدا بني هاشم في
عثمان ،
وهوى طائفة من الأنصار مع علي ...
فأقبل المقداد بن عمرو ، والناس مجتمعون
، فقال : أيها الناس ، اسمعوا ما أقول ، أنا المقداد بن عمرو ، إنكم إن بايعتم
عليا سمعنا وأطعنا ، وإن بايعتم عثمان سمعنا وعصينا.
فقام عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة
المخزومي ، فنادى : أيها الناس ، إنكم إن بايعتم عثمان سمعنا وأطعنا ، وإن بايعتم
عليا سمعنا وعصينا.
فقال له المقداد : يا عدو الله وعدو
رسوله وعدو كتابه ، ومتى كان مثلك يسمع
[١] النيسابوري ، مسلم
بن الحجاج ، صحيح مسلم
، دار الفكر بيروت ، ص ٢٠٧. واحمد ، مسند احمد
، دار صادر بيروت ، ج ١ ص ٢٤٤. والكوفي ، ابن أبي شيبة ، المصنف ، دار الفكر بيروت
١٩٨٩ م ، ج ٧ ص ٤٣٧. والموصلي ، أبي يعلى ، مسند أبي يعلى
، تحقيق حسين سليم ، دار المأمون للتراث ، ج ١ ص ٦٩.
[٢] الجوهري البصري ،
أبو بكر أحمد بن عبد العزيز ، السقيفة
، شركة الكتبي ١٩٩٣ م ، ص ٨٤.
نام کتاب : الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الأموي نویسنده : البدري، سامي جلد : 1 صفحه : 81