«لمْ يَزل الزبير
مِنّا ، حتَّى نشأ ابنه عبد الله» ، لكنَّما الغاية المُشتركة وضُعفهما تجاه
العدوِّ القوي ، دعاهما إلى تجديد عهود الولاء ، ونسيان سوالف البَغضاء ؛ فصار
يزور كلٌّ منهما الآخر عَشيَّةً وضُحاه ، وقد صار لمَظهر اتِّحاد ابن الزبير مع
الحسين أثرٌ حَسَنٌ ، ورهبة في نفوس مَن عاداهم ، ومَن عداهم ، وذهبت الرُّسل مِن
الحَرمين إلى يزيد بأخبارٍ مُذعِرة ، وبصورةٍ مُكبرة ؛ دعته إلى التأهُّب عليهما
بكلِّ ما أوتي مِن قوَّة ومَكيدة ، فأرسل عمرو بن سعيد والياً على المدينة ، وأميراً
على الموسم ، مُزوَّداً بالتعاليم ، وموعوداً بالتأييد ، فقَدِم مَكَّة ليلة
التروية.