برير [١] وينبغي أن يكون الأمر كذلك لأنّ بريراً
معروف في الأصحاب بجهورة الصوت ، وهو مدرة القوم وشريفهم ، ولا يبعد تعدّد الواقعة.
وكيف كان فقد أتى برير الحسين عليهالسلام وقال له : ائذن لي
يابن رسول الله لآتي هذا ابن سعد فأُكلّمه في أمر الماء لعلّه يرتدع ، فقال له الحسين عليهالسلام
: ذلك إليك ، فجاء برير الهمداني إلى عمر بن سعد فلم يسلّم عليه ، فقال :
يا أخا همدان ، ما منعك من السلام عليَّ؟ ألست مسلماً أعرف الله ورسوله؟
فقال له الهمداني : لو كنت مسلماً كما تقول لما خرجت إلى عترة رسول الله صلىاللهعليهوآله
تريد قتالهم ، وبعد هذا ماء الفرات تشرب منه كلاب السواد وخنايرها ، وهذا
الحسين بن عليّ وإخوته ونسائه وأهل بيته يموتون عطشاً قد حلت بينهم وبين
ماء الفرات ، وأنت تزعم أنّك تعرف الله ورسوله!
فأطرق عمر بن سعد ثمّ قال : والله يا
أخا همدان ، إنّي لأعلم حرمة أذاهم ولكن [٢] يا أخا
همدان! ما أجد نفسي تجيبني إلى ترك الري لغيري!
فرجع برير ، فقال للحسين عليهالسلام : يابن رسول الله ،
قد رضي أن يقتلك بولاية الري [٣].
[١] منّ الله عليّ
بمنّة جسيمة حيث وفّقني لترجمة هذا الكتاب النفيس وقد رأيت من بركته أشياء كثيرة والحمد لله. (المترجم) القمقام ، ج ١ ص ٥١٨.