فائدة : وفي كتب بعض العلماء قال : إنّه
لمّا خمدت النيران يوم عاشوراء افتقدت زينب الأطفال ففقدت طفلتين للحسين ؛ فجعلت
تدور في المعركة إلى أن وصلت إلى تلّ من الرمل ، وجدت الطفلتين قد كشفتا عن صدريها
، وقد حفرتا الأرض وجعلتا صدريها على الرمل الرطب من شدّة العطش ، حركتهما وإذا
بهما ميّتين. صاحت : يا أُمّ كلثوم! ويا فضّة! هلمن لنحملنّهما ، فحملنهنّ إلى
السجّاد وصحن صيحة واحدة ، فاندهش العسكر. فسأل عمر بن سعد : ما الخبر؟ قالوا له :
طفلتين ماتتا من العطش. فاجتمع رؤساء عسكره عنده وجعلوا يوبّخونه ويلومونه على
منعه : ويلك! إن لم تسقِ الأطفال الماء يهلكوا عن آخرهم. فأمر السقائين أن يحملوا
القرب ، ويعرضوا عليهم الماء فأمر أربعمئة سقّاء فحملوا القرب ، وجاؤوا بها إلى
الأطفال والعيال [وهم] ينادون : هلمّوا واشربوا الماء. فلمّا رأوا الأطفال الماء
وقد أُبيح لهم ، تصارخوا وهرعوا في البيداء ينادون : نحن لا نشرب الماء وسيّدنا
قُتل عطشانا. انتهى.
فائدة : ولقد رأوا ذلك اليوم شخصاً عليه
طمار بيض يصرخ ويبكي ، فقالوا له : أجُننت؟! قال : ما جُننت ، ولكنّي أرى ما لا
ترون ، أرى رسول الله واقفاً