لأنّ القدر المعلوم من عدم بطلان التیمم إذا کان الوجدان بعد الرکوع إنّما هو بالنسبة إلی الصلاة التی هو مشغول بها لا مطلقا.[ (مسألة 18): فی جواز مسّ کتابة القرآن و قراءة العزائم حال الاشتغال بالصلاة التی وجد الماء فیها بعد الرکوع]
(مسألة 18): فی جواز مسّ کتابة القرآن و قراءة العزائم حال الاشتغال
بالصلاة التی وجد الماء فیها بعد الرکوع إشکال لما مرّ {49} من أنّ القدر
المتیقن من بقاء التیمم و صحته إنّما هو بالنسبة إلی تلک الصلاة. نعم،
لو قلنا بصحته إلی تمام الصلاة مطلقا- کما قاله بعضهم- جاز المسّ و قراءة
العزائم ما دام فی تلک الصلاة. و مما ذکرنا ظهر الإشکال فی جواز العدول من
تلک الصلاة إلی الفائتة التی هی مترتبة علیها، لاحتمال عدم بقاء التیمم
بالنسبة إلیها.
[ (مسألة 19): إذا کان وجدان الماء فی أثناء الصلاة بعد الحکم الشرعی بالرجوع]
(مسألة 19): إذا کان وجدان الماء فی أثناء الصلاة بعد الحکم الشرعی
بالرجوع کما لو کان فی السجود و شک فی أنّه رکع أم لا، حیث إنّه محکوم
بأنّه رکع- فهل هو کالوجدان بعد الرکوع الوجدانی أم _____________________________ الفریضة،
لأنّ عمدة الدلیل علیها الإجماع، و هو مشکل فی المقام لتعارض أقوالهم و
تشتت آرائهم، فلا بدّ من العمل بقاعدة الاحتیاط و هی تقتضی الإتمام و
الإعادة. {49} هذا الإشکال و ما یأتی من الإشکال فی جواز العدول مبنیّ
علی ما ذکره (قدّس سرّه) من کون القدر المتیقن حصول الطهارة بالنسبة إلی ما
تلبس به من الصلاة، و لکنّه من مجرد الاحتمال المخالف لظاهر الإطلاق و
العموم، و التسهیل، و الامتنان. نعم، لو کان المراد من التمکن- من استعمال
الماء- التمکن الفعلی، أو کانت الصلاة نافلة، أو تمکن من الطهارة المائیة
فی الصلاة بلا محذور- لا یجوز المسّ و لا العدول، و لکن المفروض خلاف ذلک
کلّه، و إن کان الاحتیاط حسنا علی کلّ حال.