(مسألة 28): إذا لم یکن عنده الماء، و ضاق الوقت عن تحصیله مع قدرته علیه- بحیث استلزم خروج الوقت و لو فی بعض أجزاء الصلاة، انتقل أیضا إلی التیمم. و هذه الصورة أقلّ إشکالا من الصورة السابقة، و هی: ضیقه عن استعماله مع وجوده، لصدق عدم الوجدان فی هذه الصورة {110} بخلاف السابقة، بل یمکن أن یقال:
بعدم الإشکال أصلا، فلا حاجة إلی الاحتیاط بالقضاء هنا {111}.
_____________________________
{108} العلم بالضیق لیس له موضوعیة خاصة و إنّما المناط کلّه انطباق الطهارة المائیة علی هذا المقدار من الزمان و عدمه و هو مشکوک، فتکون هذه الصورة مثل الصورة الأولی من هذه الجهة.
{109} لا ریب فی احتمال الضیق فی الصورتین کما لا ریب فی أنّ هذا الاحتمال موجب للخوف بلا فرق بینهما من هذه الجهة. نعم، الفرق أنّ فی الصورة الأولی یجری الأصل الموضوعی بخلاف الصورة الأخیرة و لکن لا أثر له مع الخوف الذی یکون کالأمارة و لا یجری الأصل معها موضوعیا کان أو حکمیا کما ثبت فی محلّه.
{110} لأنّ المراد بعدم الوجدان عدم التمکن من استعماله عقلا أو شرعا و بعد لزوم تقدیم الأهم الذی هو إدراک الوقت فی الصلاة بتمام أجزائها علی المهم الذی هو الطهارة المائیة یکون غیر متمکن شرعا من استعمال الماء، فینتقل التکلیف إلی التیمم لا محالة و یصدق عدم الوجدان شرعا إذ لیس المراد به خصوص عدم الماء خارجا.
{111} لما ثبت فی محلّه من أنّ الإتیان بالتکلیف الاضطراری یقتضی الإجزاء و المفروض أنّه أتی به و امتثله.