نعم،
إن کانت الکراهة و طلب المفارقة من جهة إیذاء الزوج لها بالسب و الشتم و
الضرب و نحوها، فترید تخلیص نفسها منه فبذلت شیئا لیطلقها فطلقها لم یتحقق
الخلع و حرم علیه ما یأخذه منها {61}، و لکن الطلاق صح رجعیا {62}.[ (مسألة 18): لو طلّقها بعوض مع عدم الکراهة و کون الأخلاق ملتئمة لم یصح الخلع]
(مسألة 18): لو طلّقها بعوض مع عدم الکراهة و کون الأخلاق ملتئمة لم یصح الخلع {63}، و لم یملک العوض {64} _____________________________ {61} کتابا، و سنة، و إجماعا. أما
الکتاب، فقوله تعالی فَلٰا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ یَنْکِحْنَ أَزْوٰاجَهُنَّ
إِذٰا تَرٰاضَوْا بَیْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ [1]. فنهی جل شأنه عن العضل-
أی: الشدة- مع حصول التراضی بینهما. و أما السنة، فعن نبینا الأعظم صلّی
اللّه علیه و آله فی المعتبر: «و من أجبر بامرأة حتی تفتدی منه نفسها لم
یرض اللّه له بعقوبة دون النار، لأن اللّه یغضب للمرأة کما یغضب للیتیم»
[2]. کما ورد عنه صلّی اللّه علیه و آله أیضا: «أیما امرأة سألت زوجها
الطلاق من غیر بأس فحرام علیها رائحة الجنة» [3]. و أما الإجماع، فهو من المسلمین. {62}
أما الصحة، فلوقوعه عن أهله و فی محله، فتشمله العمومات و الإطلاقات. و
أما کونه رجعیا فلأصالة الرجعة فی الطلاق، کما مر فی کتاب الطلاق، إلا إذا
کان المورد بائنا فیکون بائنا حینئذ. {63} لأنه حینئذ من القضایا المنتفیة بانتفاء الموضوع، و تقدم أن الخلع متقوم بالکراهة. {64} لعدم سببیة لملکیته، لانحصار السببیة فی الخلع، و المفروض بطلانه.
[1] سورة البقرة: 232. [2] الوسائل باب: 2 من أبواب الخلع. [3] الوسائل باب: 2 من أبواب الخلع.