[ (مسألة 7): إذا کانت القروح أو الجروح المتعددة متقاربة]
(مسألة 7): إذا کانت القروح أو الجروح المتعددة متقاربة بحیث تعد جرحا
واحدا عرفا، جری علیه حکم الواحد فلو برئ بعضها لم یجب غسله، بل هو معفو
عنه حتّی یبرأ الجمیع {16}. و إن کانت متباعدة لا یصدق علیها الوحدة
العرفیة، فلکلّ حکم نفسه، فلو برئ البعض وجب غسله، و لا یعفی عنه إلی أن
یبرأ الجمیع.
[ (الثانی) مما یعفی عنه فی الصلاة: الدم الأقل من الدرهم]
(الثانی) مما یعفی عنه فی الصلاة: الدم الأقل من الدرهم {17} _____________________________ {16}
لأنّ ذلک مقتضی عدها جرحا واحدا عرفا، و الأدلة منزلة علی ما هو المتعارف،
فلا وجه لدعوی أنّ مقتضی الإطلاق تطهیر مما برئ، لعدم شمول الإطلاق لمثل
الفرض. {17} نصا و إجماعا، بل ضرورة من الفقه، إن لم یکن من المذهب. قال
أبو جعفر علیه السلام فی صحیح الجعفی: «فی الدم یکون فی الثوب إن کان أقل
من قدر الدرهم فلا یعید الصلاة، و إن کان أکثر من قدر الدرهم و کان رآه فلم
یغسل حتّی صلّی فلیعد صلاته، و إن لم یکن رآه حتّی صلّی فلا یعید الصلاة»
[1]. و قریب منه غیره. و لعلّ الحکمة فی ذلک أنّ الناس لا یخلون غالبا
عن دم مثل البراغیث، و ذلک یشتبه بدم غیرها، فإذا لم یکن مقدار الدرهم
معفوّا، لصار ذلک منشأ للوسواس فدفع الشارع ذلک بالعفو. و أما إن کان أکثر
من الدرهم فلا عفو عنه نصّا و إجماعا بقسمیه. و کذا ما کان بقدر الدرهم بلا
زیادة و نقیصة علی المشهور، لما تقدم من الصحیح، و معتبرة علیّ بن جعفر عن
أخیه علیه السلام- «و إن أصاب ثوبک قدر دینار من الدم فاغسله و لا تصلّ
فیه» [2]. و الدینار بقدر سعة الدرهم، کما فی الوسائل: و نسب إلی سلار و
الانتصار العفو عن قدر الدرهم، کما عفی عن الأقل منه، للأصل، و معتبرة ابن
مسلم:
[1] الوسائل باب: 20 من أبواب النجاسات حدیث: 2. [2] الوسائل باب: 20 من أبواب النجاسات حدیث: 8.