الجنّة ، وأنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به ، وأنّه ليستغفر
لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض ، حتى الحوت في البحر. وفضل العالم على
العابد كفضل القمر على ساير النجوم ليلة البدر ، وإنّ العلماء ورثة الأنبياء. إنّ
الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورّثوا العلم ، فمن أخذ منه أخذ بحظ
وافر » [١].
وبالإسناد ، عن
الشيخ المفيد ، محمد بن النعمان ، عن الشيخ الصدوق ، أبي جعفر ، محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه القمي رحمهالله ، عن أبيه.
عن سعد بن عبد
الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن الحسن بن
زياد العطار ، عن سعد بن ظريف ، عن الأصبغ ابن نباتة ، قال :
قال أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : « تعلّموا العلم ، فإنّ تعلّمه حسنة ، ومدارسته تسبيح
، والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة.
وهو عند الله
لأهله قربة ؛ لأنّه معالم الحلال والحرام ، وسالك بطالبه سبل الجنّة ، وهو أنيس في
الوحشة ، وصاحب في الوحدة ، وسلاح على الأعداء ، وزين الأخلّاء ، يرفع الله به
أقواما ، يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم ، ترمق أعمالهم ، وتقتبس آثارهم ، وترغب
الملائكة في خلتهم ، يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم ؛ لأنّ العلم حياة القلوب [ من
الجهل ] ونور الأبصار من العمى ، وقوّة الأبدان من الضعف ، ينزل الله حامله منازل
الأبرار ، ويمنحه مجالسة الأخيار ، في الدنيا والآخرة ، بالعلم يطاع الله ويعبد ،
وبالعلم يعرف الله ويوحّد ، وبالعلم توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال والحرام ،
والعلم إمام العقل ، والعقل تابعه ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء » [٢].
[١] الكافي ١ : ٣٤ ،
باب ثواب العالم والمتعلّم ، الحديث ١.