وقال في
المعتبر : « إن عملنا بالخبر المتضمّن لتراوح القوم أجزأ النساء والصبيان » [١]. وهو بعيد ؛
إذ لا يتبادر منه في العرف إلّا الرجال ، ولنصّ جماعة من أهل اللغة على ذلك.
وقال ابن
الأثير في النهاية : « القوم في الأصل مصدر قام فوصف به ثمّ غلب على الرجال دون
النساء ، ولذلك قابلهنّ به يعني في قوله تعالى : ( لا يَسْخَرْ قَوْمٌ
مِنْ قَوْمٍوَلا نِساءٌ مِنْ
نِساءٍ )[٣].
ومنها : عدم
إجزاء ما دون الأربعة وإن أمكن حصول الغرض بالاثنين الدائبين ؛ لأنّه مخالف لقوله
في الحديث : « يتراوحون اثنين اثنين ».
واستقرب في
التذكرة الاجتزاء بالاثنين القويّين اللذين ينهضان بعمل الأربعة [٤] ، وأمّا
الزيادة عليها فأجازوها من باب مفهوم الموافقة ، إلّا أن يقتضي التكثير إلى
الإبطاء وتضييع الوقت.
ومنها : تعيّن
كونه في النهار فلا يجزي الليل ، ولا الملفّق منه ومن النهار ، وإن زاد عن مقدار
يوم طويل ؛ اقتصارا على موضع النصّ. ولا فرق في اليوم بين الطويل والقصير ؛
للإطلاق المتناول لهما.
قال في الذكرى
: والأولى استحباب تحرّي الأطول حيث لا ضرر ؛ لما فيه