نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 79
وبهذا يتّضح أنّ
المقصود من جملة : ( عَلَى الْعَالَمِينَ
)
في زمانهم لا في جميع الأزمنة ، لأن الزمن الأخير مختص برسول الله
والصدّيقة الزهراء والإمام علي وأولادهم المعصومين الذين هم أفضل من أنبياء
بني إسرائيل بلا شك.
وأما الجواب الحَلّي فنقول : إنّ الذي
قال : فاطمة هي أفضل من مريم ، وأنها سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء أهل
الجنة بما فيهم مريم ، هو الذي نزل عليه القرآن الذي فيه اصطفاء مريم ، ولو
تأمّلت في كلام رسول الله وما قاله في بنته ، وما
جاء فيها : من أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، لعرفت أن في هذه
النصوص تصريحا لها بالعصمة والاصطفاء ، وأنّها تفوق في الفضل والمرتبة مريم
بنت عمران.
عود على بدء :
والآن لنرجع لما نحن فيه كي نرى هؤلاء
الأربعة ( علي ، فاطمة ، أبو بكر ، عائشة ) أيهما هو الأحق في الاتصاف بصفة
الصدّيقية ؟ ومن منهم يتّصف بالعصمة وله سمات ومواصفات هذا اللقب ؟
من المعلوم الذي لا خلاف فيه بأنّ أحداً
من المسلمين لم يدّعِ العصمة لأبي بكر ولا لعمر ولا لعائشة ، ولم يدّعوا هم لأنفسهم ذلك ، بعكس الأمر بالنسبة الى فاطمة والإمام علي عليهالسلام
، فقد جزما بذلك لأنفسهما كما جزم كثير من المسلمين لهم بذلك ، ونزل فيهم
الذكر الحكيم كآية التطهير وأمثالها الدالة على ذلك ، وقد قال النبي فيهما
ما يدل على عصمتهما بلا ريب ، وهذا يكفي في ترجيح كون لقب الصدّيقة لفاطمة
لا لعائشة ، والصدّيق لعلي بن أبي طالب عليهالسلام
لا لأبي بكر.
ولنقايس الآن بين أبي بكر ويوسف الصدّيق
، كي نعرف معيار الصدّيقية
نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 79