نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 73
الكون معهم بأجسامهم
، بل المعنى لزوم طرائقهم ومتابعتهم في عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم ، ومعلوم
أن الله تعالى لا يأمر عموماً بمتابعة من يعلم صدور الفسق والمعاصي عنه مع
نهيه عنها ، فلا بد من أن يكونوا معصومين لا يخطأون في شيء حتى يجب
متابعتهم في جميع الأمور ، وأيضاً لا يختص بزمان دون زمان ، فلا بد من وجود
معصوم من الصادقين في كلّ زمان ليصح أمر مؤمن كل زمان بمتابعتهم. [١]
قال الشاعر :
إذا كذبت أسماءُ قومٍ عليهم
فإِسمكَ صدّيقٌ له شاهدٌ عدلُ
بعد كل هذا ، لك أن تحكم من هو الصديق ؟
ومن هي الصديقة ؟
الثاني : العصمة
إنّ صفة الصدّيقيّة تعني بأن الشخص قد
بلغ مرتبة الكمال والعصمة لأنه اختير وانتجب من قبل الله ، وهي أسمى من
الصادقية ، فالصدق يرجع إلى الفرد ، أما الصدّيق فيرجع إلى الباري تعالى ،
والمعصوم ليس صادقاً وحسب بل هو صدّيقٌ ، وليس طاهراً فحسب بل هو مطهَر ،
فالذي يُصطفى من العباد من قبل الله ويُجتبى يجب أن يكون مسدّداً في قوله
وفعله ، كما هو الملاحظ في السيدة مريم بنت عمران سلام الله عليها لقوله
تعالى : ( مَّا الْمَسِيحُ
ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ).
[٢]