نام کتاب : من هو الصدّيق ؟ ومن هي الصدّيقة ؟ نویسنده : الشهرستاني، السيد علي جلد : 1 صفحه : 125
الحقائق في كلماتهم
وخطبهم ، فمما قالته السيدة فاطمة عليهاالسلام
في خطبتها :
وأشهد أن أبي محمداً عبده ورسوله ،
اختاره وانتجبه قبل أن أرسله ، وسماه قبل أن اجتباه ، واصطفاه قبل أن
ابتعثه ، إذ الخلائق بالغيب مكنونة ، وبستر الأهاويل مصونة ، وبنهاية العدم
مقرونة ، علماً من الله بمآيل الأُمور ، وإحاطةً بحوادث الدهور ، ومعرفة
بمواقع المقدور ، ابتعثه الله إتماماً لأمره ، وعزيمة على إمضاء حكمه ،
وإنفاذا لمقادير حتمه ... . [١]
إذاً السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام
لم تذكّرهم بأصل
النبوة لأن الأمة كانت قد قبلت النبي محمداً نبياً في الظاهر ، لكنها جاءت
لتصف لهم ما لنبي الله من مكانة ومنزلة عند الله ، لأن أكثر الناس كانوا لا
يدركون مكانة الرسول وعمق الرسالة ، بل كانوا ينظرون إلى الأمور نظرة
سطحية ، فهي سلام الله عليها أرادت أن تفهمهم بأن المعرفة لا تتأتى إلّا عن
طريق هؤلاء ، وبما أن الإنسان خليفة الله في الأرض ،
فيجب أن يكون قائد الأُمّة هو الإنسان الكامل منهم ، وهم الأنبياء المرسلون
، والأوصياء المنتجبون ، وهؤلاء هم الذين اصطفاهم الله من بين عباده ، وهم
أفضل الناس قدراً وأرفعهم درجة من جميع المخلوقات الأرضية والسماوية.
وإنا على رغم معرفتنا بعض الشيء عن
الرسول الصادق الأمين ، والوصي الصدّيق الأمين علي بن أبي طالب ، والصدّيقة
فاطمة الزهراء ، لكن مجهولاتنا عن ذواتهم هي الأكثر ، فهم الذوات السامية
الذين خلقوا من نور عظمة الباري جل وعلا ، [٢]
ولذلك صرّح الإمام الصادق بأنّ فاطمة سميت بفاطمة لأنّ الخلق فُطموا عن معرفتها. [٣]